نشر مكتب دراسات التسويق واستطلاعات الرأي، (Averty Market Research & Intelligence)، نتائج البحث الذي أجراه حول “المغاربة وإدراكهم لجودة المنتجات الغذائية وأهمية مصدر المنتجات المستهلكة”.
وأوضح المكتب، في بلاغ له، أنه من بين الخلاصات الأولى لهذه الدراسة وجود إدراك قوي للعلاقة بين التغذية والأخطار الصحية، مضيفا أن غالبية الذين شملهم البحث الميداني صرحوا أن تغذية لا تحترم معايير الجودة يمكن أن تكون لها آثار سلبية على الصحة.
وحسب المصدر ذاته فإن من بين الأخطار الأكثر ورودا خلال الاستجوابات، السرطان حسب 95 في المائة من المشاركين في البحث، وزيادة معدل الكوليستيرول (89 في المائة)، والسمنة (82 في المائة) وأمراض القلب والشرايين (72 في المائة).
اعتماد معايير دقيقة لتحديد منتوج غذائي ذي جودة
وبشكل عفوي، تضيف الدراسة، اعتبر 49 في المائة من المستجوبين أن المنتوج الجيد هو أولا وقبل أي شيء المنتوج الطري، فيما يرى 23 في المائة منهم أنه المنتوج الذي لم يخضع للتحويل، مشيرة إلى أن من بين الخصائص التي تميز المنتوج الغذائي الجيد، والتي ذكرها المستجوبون في تصريحاتهم، وبشكل عفوي أيضا: المنتجات الطبيعية، والمنتجات بيو، والمنتجات الخالية من المبيدات والأغذية ذات المذاق الجيد.
وحسب البحث فقد طلب من المشاركين كذلك تقييم المعايير المعتمدة لقياس جودة منتوج غذائي، من خلال مؤشرات يتم تنقيطها من 0 إلى 10. وفي هذا السياق وضع المستجوبون نمط الزراعة أو أسلوب تربية الماشية على رأس اللائحة عبر منحه نقطة 8.29/10 في المتوسط. يليه بفارق قريب المعيار المتعلق بخلوها من المبيدات والمضادات الحيوية والهرمونات (8.11/10)، ومصدر المنتوج (8/10) ودائرة التموين (7.8/10).
عدم توفر المعلومات قد يضر بالسوق
وواصل البحث أنه رغم تصريح 78.8 في المائة من المستجوبين بأنهم يثقون في الجودة العامة للمنتجات الغذائية المتوفرة في السوق، إلا أن 53 في المائة من بينهم يأسفون لعدم توفر المعلومات المتعلقة بالمعايير الخاصة بالجودة بالنسبة للمنتجات الغذائية التي يستهلكونها (نمط الزراعة وأسلوب تربية الماشية، ومعدلات المبيدات والمضادات الحيوية والهرمونات، ومصدر المنتوج…).
كما اعتبر 70 في المائة من المشاركين في البحث، أنهم لا يتوفرون على المعلومات أو الضمانات اللازمة للتأكد من جودة المواد الغذائية الموجودة في السوق. وأكد العديد من المشاركين أن السوق يمكن أن تتضرر بسبب عدم توفر هذه المعلومات.
وردا عن سؤال حول ما إذا كانت جودة المنتجات الغذائية قد عرفت تطورا مع مرور الوقت، كشف مكتب الدراسات، تفاوت أجوبة المشاركين حيث اعتبر 28.3 في المائة منهم، أنهم لم يلمسوا أي تغيير، في حين اعتبر 37.3 في المائة من المستجوبين أن هناك تحسنا، بينما يرى 34.3 في المائة أن هناك تدهورا.
وعي حقيقي وانتظارات دقيقة لدى المستهلكين فيما يخص مزايا التغذية بشكل أفضل
وأشار المكتب إلى أن كل هذه المعطيات تبرز وجود معرفة كبيرة برهانات التغدية اليومية لدى المستهلكين وتطلعهم إلى معرفة المزيد ليتمكنوا من الاختيار عن معرفة ودراية. وتمثل المسائل المتعلقة بمصدر المنتجات الغذائية وتركيبتها وأنماط الزراعة وتربية المواشي ووجود مواد إضافية، مصادر انشغال حقيقية بالنسبة للمغاربة، رغم أن الجميع لا يأخذونها بالاعتبار عند قرار الشراء.
وأكد المكتب أنه من دون شك، يتعين أن على المنتجين والموزعين الإنصات إلى هذه النتائج من أجل الاستجابة بشكل أفضل للمتطلبات المشروعة للمستهلكين المغاربة، الذين تطوروا، ويبدو أنهم قادرون اليوم على تغيير عاداتهم الاستهلاكية في اتجاه إعطاء الأفضلية لنمط عيش صحي أكثر. فقد عبر 62.2 في المائة من بين المشاركين في الدراسة عن استعدادهم لاعتماد تغذية صحية كفيلة بضمان صحتهم.