أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها، أمس الخميس، بشأن وتيرة انتشار جائحة (كورونا) في أوروبا. وأثرت هذه الموجة الرابعة “الضخمة” خصوصا على ألمانيا، التي تجاوزت عدد الإصابات اليومية القياسي الذي سجلته في دجنبر 2020، مع 33 ألفاً و949 إصابة جديدة في 24 ساعة.
وقال المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية، هانس كلوغه، خلال مؤتمر صحافي، “أصبحنا مجددا مركز” الجائحة، مشيرا إلى أن “الوتيرة الحالية لانتقال العدوى في الدول الثلاث والخمسين في منطقة أوروبا مقلق جدا”.
وأضاف “إذا بقيت الأمور على المسار نفسه قد تسجل نصف مليون وفاة إضافية في المنطقة بحلول فبراير المقبل”.
وعزت المنظمة ارتفاع الإصابات إلى تغطية لقاحية غير كافية وتخفيف إجراءات مكافحة كورونا. وتفيد بيانات إقليم أوروبا في منظمة الصحة العالمية أن عمليات الاستشفاء المرتبطة ب (كورونا) “زادت عن الضعف في غضون أسبوع”.
ويسجل عدد الإصابات اليومية ارتفاعا منذ ستة أسابيع متتالية في أوروبا، بالإضافة إلى عدد الوفيات اليومية، مع حوالي 250 ألف إصابة و3600 وفاة يوميا، استنادا إلى الأرقام الرسمية لكل دولة جمعتها وكالة فرانس برس.
وقال كلوغه “معظم الأشخاص الذين يدخلون المستشفى ويموتون بسبب (كوفيد-19) اليوم لم يتلقوا اللقاح بشكل كامل”.
وفي المتوسط، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تلقى 47 في المائة فقط من سكان المنطقة التي تشمل دولاً أوروبية والعديد من دول آسيا الوسطى، جرعتين من اللقاح. وبهدف مكافحة الوباء، دعت المنظمة إلى مواصلة حملات التحصين والاستخدام المكثف للكمامات والتزام إجراءات التباعد الاجتماعي.
وأضاف كلوغه “تظهر توقعات موثوقة أنه إذا وصلنا إلى نسبة 95 في المائة في استخدام الكمامات في أوروبا وآسيا الوسطى، يمكننا إنقاذ 188 ألف شخص من بين نصف مليون قد يتوفون بحلول فبراير المقبل”.
وسجلت ألمانيا 19 ألفا و702 إصابة يومية في المتوسط خلال الأيام السبعة الماضية، وهو مستوى لم يسجّل منذ نهاية أبريل الماضي.
وقال هيلغه براون، مدير مكتب المستشارة أنغيلا ميركل، إن “الوضع خطير”، مضيفا “نحن نلاحظ عبئاً هائلا (في المستشفيات) في تورينغن وساكسونيا”، وهما ولايتان متضررتان جدا.