بات واحد من كل 150 شخصا في إسرائيل مصابا بفيروس (كورونا) حاليا، فيما تعد واحدة من أعلى معدلات الإصابة بمرض (كورونا)، في البلد الذي لديه أيضا واحدة من أنجح قصص التطعيم ضد المرض، وبدا لوهلة أنه تغلب عليه.
والآن، يفكر المسؤولون الإسرائيليون بإعادة فرض سياسات التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية، بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها نوعا ما طوال الصيف.
وتقترب المعدلات اليومية التي تسجلها البلاد (وصلت إلى 7500 شخص في اليوم الواحد) من معدلات الذروة التي شهدتها إسرائيل الشتاء الماضي، وهي الآن ضعف ما كانت عليه قبل أسبوعين.
وتقول صحيفة بزنس إنسايدر الأميركية إن هذا دفع العلماء لدراسة معدلات حماية اللقاحات بعد أشهر من تلقيها، “ولم تكن النتائج مشجعة” بحسب الصحيفة “مما أدى إلى موجة من الذعر في جميع أنحاء العالم”.
وطعمت إسرائيل ما يقرب من 80 في المائة من البالغين بشكل كامل ضد (COVID-19)، ولكن ارتفاع معدلات الإصابات قد يشير إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات تتضاءل بمرور الوقت.
وأشار مسؤولو الصحة وعلماء شركة (فايزر) إلى حدوث تراجع في الحماية بعد ستة إلى ثمانية أشهر من الجرعة الثانية، وفي حالة إسرائيل حدث هذا وقت وصول المتحول (دلتا) إلى البلد.
ويمثل المطعمون نحو نصف المرضى المصابين بشدة، واحتاجوا إلى دخول المستشفيات في البلاد، لكن معظمهم تجاوز 60 عاما من العمر ويعانون أمراضا مزمنة.
ودفع هذا إلى بدء حملة لتلقيح البالغين (أكبر من 60 عاما) بداية غشت الجاري، حيث إن هذه الشريحة ممن تلقوا الجرعة الثانية قبل خمسة أشهر، مؤهلين للحصول على للقاح مجددا.
وأصدر مركز السيطرة على الأمراض الأميركي (CDC) ثلاث دراسات الأسبوع الماضي تشير كلها إلى تناقص الحماية التي توفرها اللقاحات، وأن جرعات الحماية قد تكون ضرورية.
يتوافق هذا الاكتشاف مع البيانات المبكرة من سبع ولايات، التي جمعتها صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع والتي تشير إلى زيادة في الإصابات وزيادة (أقل نسبيا) في الدخول إلى المستشفيات بين الذين تم تلقيحهم مع انتشار متغير (دلتا) في يوليوز.
هل خسرنا الحرب مع الفيروس؟
الجواب باختصار هو “كلا” فاللقاحات لا تزال فعالة في الوقاية من الإصابة الشديدة، أو الإدخال إلى المستشفى، أو والوفاة في معظم المجموعات، وهي حقيقة يجب أن تظل ماثلة في الأذهان، لكن انخفاض المناعة التي توفرها اللقاحات قد يعيد ما حدث الشتاء الماضي إلى الواجهة.
وتشير الدراسات الجديدة، بشكل عام، إلى أن اللقاحات لها فعالية تقارب 55 في المائة ضد العدوى، و80 في المائة ضد ظهور الأعراض، و90 في المائة أو أكثر ضد الدخول إلى المستشفى، كما أشارت إيلي موراي، عالمة الأوبئة في جامعة بوسطن لصحيفة (نيويورك تايمز).
وقررت الولايات المتحدة على سبيل المثال البدء في إعطاء جرعة اللقاحات المعززة، منتصف شتنبر المقبل.
وسيكون الأشخاص ممن يعانون من نقص المناعة الشديد في مقدمة متلقي هذه الجرعة، بحسب شبكة (ABC) الإخبارية الأميركية.
لكن هذا لا يعني أن على متلقي اللقاح من غير هذه الفئة التزاحم أمام أبواب مراكز التلقيح.
ونقلت الشبكة عن، ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت قوله “ستحصل على استجابة مناعية أقوى إذا انتظرت لفترة أطول قليلاً قبل أن تحصل على الجرعة المعززة”.
ويقول الخبراء إن المناعة تتضاءل تدريجيا، لكن البيانات المتوفرة حاليا تشير إلى أن اللقاحات الثلاث المصرح بها في الولايات المتحدة بقيت توفر حماية جيدة بعد ستة أشهر على الأقل من التطعيم الأولي، وربما لفترة أطول.
كما إن هناك شكوكا تتعلق بالسلامة والفائدة من الجرعة الثالثة، كما يقول الطبيب جيرمي فاوست، للشبكة.
ويضيف فاوست “لا يمكنني كطبيب أن أقدم نصيحة لأي شخص ما لم يتم تقييم السلامة والفائدة من هذه النصيحة، ونحن لا نمتلك بيانات كافية بشأن الجرعة الثالثة”.
مع هذا، يعني انتظار فترة أطول عودة محتملة للمرض الذي أنهك العالم اجتماعيا واقتصاديا منذ أشهر، خاصة في حال استمر رفض مجموعات كبيرة من السكان حول العالم تلقي اللقاحات، مما يسهل بحسب العلماء، تطوير تحورات جديدة من الفيروس، قد تكون أكثر خطورة.