قال الدكتور علي فطوم، أستاذ علوم البيولوجي وتقنية النانو بيولوجي بجامعة ميشيغان، إن متحور (دلتا) يعد الأخطر والأسرع انتشارا نظرا لحدوث طفرات داخل مادته الوراثية (RNA) جعلته أكثر كفاءة في الارتباط بالمستقبلات على الخلايا (receptors).
وأوضح، خلال لقاء عبر “الجزيرة مباشر”، أن فيروس (كورونا) الأصلي (ألفا) كان لديه إمكانية ضئيلة للارتباط بالخلايا ولذلك كان يحتاج لكمية كبيرة من الفيروس حتى يستطيع إصابة الإنسان بالمرض.
وأضاف “لكن متحور (دلتا) لا يحتاج لذلك العدد الكبير من الفيروسات لإحداث الإصابة لأن لديه نجاعة وكفاءة أكبر في الارتباط مع المستقبلات على الخلايا، وبالتالي فهو قادر على التكاثر والانتشار بكمية كبيرة وإصابة عدد أكبر من الأشخاص بعدد أقل من الفيروسات”.
وتابع “الأطفال لم يكن لديهم إمكانية عالية في الإصابة بالفيروس الأصلي لأن كمية الفيروس التي كانت تستطيع الوصول إليهم كانت قليلة، لكن كمية قليلة من متحور دلتا الآن كافية لأن تصيب الأطفال بالمرض، وهذا ما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابات بين الأطفال الآن واحتياجهم لدخول المستشفيات وهم من الأطفال ما دون الـ12 عاما وبعضهم يعاني من حالات مرضية صعبة”.
وأردف “السؤال الكبير الآن هو كيف نتجنب هذا الخطر الكبير وأن نحصن هذه الفئة العمرية الصغيرة، وهناك من يعمل على إمكانية تطوير اللقاحات كي تصبح مناسبة لهم”.
وحول دور الإجراءات الاحترازية في وقف الانتشار السريع لمتحور (دلتا) قال إنها لها دورا من حيث المبدأ في منع الانتشار أو تقليله، ولكن من الناحية العملية لا يمكن ضبط عملية التباعد الاجتماعي وغيره من الإجراءات في كل المجتمعات والجغرافيات.
وأوضح “لاحظنا أن التزام الناس لم يكن بالمستوى المطلوب حتى في المراحل الأولى من الجائحة، إذ كان يجب ضبطهم وإجبارهم على التعامل مع الإجراءات، واليوم وبعد سنة ونصف من الجائحة أصبح هناك نوع من التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وغيرها”.
وحول نجاعة اللقاحات قال إنها استطاعت أن تمنع الحالات المرضية في أكثر من 90 في المائة ممن تلقوا اللقاح، وحتى من يصاب يكون لديه عوارض قليلة جدا كما أن حالات الوفاة تصبح نادرة جدا مع اللقاح.
وأضاف أن مشكلة الموجة الكبيرة الآتية الآن سببها أولئك الذين لم يتطعموا، فالأغلبية الساحقة ممن يصابون وتتدهور إصابتهم هم من تلك الفئة التي لم تتلق اللقاح لسبب أو لآخر، وهم يشكلون البيئة الحاضنة لانتشار الفيروس وإمكانية ظهور متحورات جديدة أخطر من (دلتا).
وكانت قد وصلت الإصابات بفيروس (كورونا) ومعدلات دخول المستشفيات بالولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها في 6 أشهر بالتزامن مع الانتشار السريع لسلالة دلتا المتحورة.
وبحسب إحصاء لوكالة (رويترز)، فإن متوسط الإصابة ب (كوفيد-19) بلغ في 3 أيام على التوالي 100 ألف إصابة على مستوى الولايات المتحدة بزيادة نسبتها 35 في المائة خلال الأسبوع المنصرم.
وارتفع عدد الأطفال الذين تستلزم حالتهم العلاج بالمستشفى بالولايات المتحدة ويرجح خبراء الصحة أن السلالة المتحورة (دلتا) تصيب الصغار أكثر من السلالة الأصلية ألفا.