أكد البروفيسور جون ماري هيدت، عضو المجلس العلمي لمرصد الدراسات الجيوسياسية، أن التعاون الممتاز بين جهاز الأمن المغربي من جهة (المديرية العامة للدراسات والمستندات والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني) واليونان من جهة أخرى، يظهر أن المملكة معترف بها على نطاق واسع من قبل الدول الأوروبية لما تتمتع به من مستوى عال من المهارات في مجال الاستخبارات ومكافحة التطرف والإرهاب.
وقال البروفيسور في مقال نشر على موقع (تياتروم بيلي) إنه بفضل “التعاون النموذجي في تبادل المعلومات المنفذ في إطار التعاون الأمني متعدد الأطراف (…)”، والأجهزة الأمنية المغربية ونظيراتها في اليونان وإيطاليا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، تم على الأراضي اليونانية اعتقال المواطن المغربي محمد بودرجة. هذه المعلومات أوردتها وكالة (أسوشييتيد برس)، التي قالت إن المغرب طلب تسليم الإرهابي، الملقب أبو محمد الفاتح، والذي كان أحد قادة الألوية العملياتية لجماعة داعش الإرهابية بالمنطقة السورية.
وكان أبو محمد الفاتح موضوع عدة أوامر اعتقال دولية، لا سيما من السلطات القضائية المغربية، لتورطه في مشاريع إرهابية واسعة النطاق وحتى تخريبية في المغرب. وهرب المشتبه فيه من مناطق الحرب في سوريا إلى اليونان، مستخدما وثائق مزورة، قبل أن يتم تحديد هويته، ثم تحديد مكانه واعتقاله أخيرا في سياق هذه العملية المشتركة. وطلبت السلطات القضائية المغربية رسميا، من خلال مكتب الأنتربول بالرباط، تسليم المتهمين.
وفي الوقت، الذي ينشغل البعض بوضع التوترات الدولية في دائرة الضوء، فإن نجاح هذه العملية الأمنية، بفضل كفاءة الأجهزة الأمنية المغربية، يوضح مدى قوة التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.
وغني عن البيان أن المملكة المغربية تظهر مرة أخرى إلى أي مدى تمثل الشريك المتوسطي والفريقي الأساسي، الذي يجعل من الممكن ضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.