جرى، أمس السبت، تدشين نفق الموحدين بالعاصمة الاقتصادية، حيث تم فتحه في وجه حركة المرور، وذلك بعد فترة من الأشغال والإنجاز.
ويربط هذا النفق بين شارع الجيش الملكي وفضاء مارينا لتسهيل حركة المرور بعدد من الطرقات والملتقيات على مستوى النفوذ الترابي للعاصمة الاقتصادية.
وسيساهم هذا النفق، الذي أشرف والي جهة الدار البيضاء سطات سعيد أحميدوش، رفقة وفد رسمي، على تدشينه، في تخفيف الاختناقات المرورية على مستوى عدة شرايين .. شارع الموحدين، وشارع سيدي محمد بن عبدالله، ومحج زايد واحمد وشارع الجيش الملكي.
وبالمناسبة قدمت شروحات حول هذا النفق، الذي يعد من أطول الأنفاق في القارة الإفريقية، حيث يمتد على مسافة طولها 2270 مترا، بما فيه 1817 متر تحت أرضي، حيث يسمح هذا النفق المخصص حصريا للعربات ذات الوزن الخفيف بمرور 53 ألف مركبة في اليوم الواحد.
وبلغت الكلفة الإجمالية لإنجاز هذا النفق، في ظرف 48 شهرا، ما يقارب 860 مليون درهم، بمساهمة كل من وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات الترابية) ب 310مليون درهم، وجماعة الدار البيضاء ب60 مليون درهم، ووصال كابيتال آسيت ب 250 مليون درهم، وشركة المنار للتنمية ب240 مليون درهم.
وحسب المعطيات المقدمة بالمناسبة، فإن ما يميز هذا المشروع هو أنه تم الاعتماد في إخراجه إلى حيز الوجود، على تقنية جديدة للحفر تستعمل لأول مرة بالمغرب، وهي تقنية “طوب/داون” التي تعتمد على تشييد جدران مسلحة ووضع سطح النفق، تم فتح حركة المرور على المستوى الأرضي، قبل بدأ أشغال حفر النفق.
وتم تجهيز هذا النفق بأحدث جيل من المعدات المطابقة للمعايير الدولية، منها 88 كاميرا ثابتة ومتحركة تضمن سلامة المستعملين، و36 مروحة ثنائية الاتجاه ، و600 مصباح كشاف ليد، و8 مخارج للطوارئ، ونظام للكشف عن الحرارة، و84 وحدة لمكافحة الحريق (أعمدة ، طفايات الحريق،..) وكاشفات التلوث، كما تم تركيب نظام هاتف sos ونظام صوت وإشارات إلكترونية برسائل متغيرة.
والى جانب ذلك فقد تم تزويد هذا النفق بمحطتين للكهرباء بقوة 3 الاف KVA ومولدات احتياطية بقدرة 1800 KVA، بالإضافة الى ذلك تم اعتماد برنامج للمراقبة ولتحصيل المعلومات في الوقت الفعلي (scada) المثبت في مركز المراقبة.
ويدير هذا النظام جميع المعدات بالإضافة إلى حركة المرور في الوقت الفعلي من خلال جدار صور بمساحة 5 متر مربع.
كما أتاح هذا المشروع تعزيز شبكة تطهير مياه الأمطار في وسط مدينة الدار البيضاء من خلال إحداث قناة من الخرسانة .. 2 متر في 3متر على طول 1680متر، وسيفون بعمق 12 مترا، بالإضافة إلى محطة لرفع المياه وضخها في البحر. يشار إلى أن هذا النفق، مكون من مسلكين في كل اتجاه (2 في 2) من أجل تسهيل حركة السير.
وسمح هذا المشروع أيضا بتهيئة ساحة الزلاقة لضمان عبور الخط الثالث للترامواي ولتخفيف الازدحام على مستوى نقط المرور فضلا عن تهيئة عدد من المواقف العمومية للسيارات.