ترأس رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اليوم الأربعاء، بالرباط، اجتماع مجـلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، الذي شكل مناسبة للوقوف على حصيلة إنجازات الوكالة، والاطلاع على مشاريعها وبرامجها للسنوات القادمة.
وذكر رئيس الحكومة، في بداية كلمته بالظروف الصعبة التي عرفتها بلادنا، كسائر بلاد العالم، إثر تفشي جائحة كورونا، والتي تمكَنت المملكة بحمد الله من التخفيف من آثارها على المستوى الصحي والاجتماعي والاقتصادي، بفضل الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، وبفضل التعبئة الوطنية الشاملة وراء جلالته.
وسجل رئيس الحكومة، المساهمة الوازنة لقطاع الاتصالات خلال هذه الفترة في تأمين وضمان استمرارية الخدمات والمعاملات، حيث مكنت استعمالات وسائل وخدمات الاتصالات، لا سيما خدمة الأنترنيت التي ارتفع رواجها بنسبة 55 في المائة مقارنة مع نفس الفترة ما قبل جائحة (كورونا)، من التخفيف من الآثار الناتجة عن هذه الجائحة، وذلك بفضل توفر بلادنا على مخزون كاف من المعدات والتجهيزات لسد حاجيات الزبناء ومتعهدي الاتصالات، إضافة إلى توفير الولوج المجاني إلى المنصات والمواقع الإلكترونية المتعلقة بالتعليم، والتكوين عن بعد، وبعض المنصات ذات الوظيفة الاجتماعية التي تُعنى بتقديم المساعدات للمواطنين.
وتقدم رئيس الحكومة بالشكر إلى كافة القطاعات المعنية، وللوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ومتعهدي الشبكات العامة للمواصلات، وجميع الفاعلين، على مجهوداتهم التي مكنت من مواصلة العمل والتعليم والتكوين والتجارة والتواصل الصوتي والمرئي.
كما نوه بقدرة البنية التحتية على استيعاب كثافة الاستعمال دون حدوث توترات كبيرة في شبكات الاتصالات، بالرغم من وجود بعض النقائص، والتي بدأ العمل على تداركها من خلال تفعيل مضامين مذكرة التوجهات العامة لتنمية قطاع الاتصالات في أفق سنة 2023.
وعبر رئيس الحكومة عن تطلعه إلى أن يشكل قطاع الاتصالات ببلادنا إحدى الرافعات الأساسية لردم الهوة الرقمية والتقليص من الفوارق الاجتماعية والمجالية، مذكرا بجعل تنمية الصبيب العالي والعالي جدا على رأس الأولويات المحددة في إطار مذكرة التوجهات العامة لتنمية قطاع الاتصالات في أفق سنة 2023، وهو ما يتوافق وخلاصات اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، والتي أوصت بضرورة تعميم الولوج إلى الأنترنيت ذي الصبيب العالي في جميع جهات المملكة، وإلى الأنترنيت ذي الصبيب العالي جدا في مناطق الأنشطة الاقتصادية المكثفة.
وفي هذا السياق، ذكر رئيس الحكومة بتنصيص مذكرة التوجهات العامة لتنمية قطاع الاتصالات، على تغطية كافة التراب الوطني بصبيب عال يبلغ على الأقل 2 ميغابايت في أفق 2023، حيث دعا الوكالة إلى بلورة مخطط وطني خاص بالربط البصري، يهدف على الخصوص إلى تغطية 50 في المائة على الأقل من الأسر المغربية بخدمات الصبيب العالي جدا بالألياف البصرية، بصبيب يبلغ على الأقل 100 ميغابايت في الثانية، وذلك قبل متم سنة 2025. كما دعا جميع الفاعلين والمتدخلين إلى إيلاء أهمية خاصة للخدمات الموجهة للمقاولات، باعتبار فرص النمو التي يمثلها سوق المقاولات بالمغرب، حيث وجب توفير حلول مبتكرة وملائمة وذات جودة تتماشى مع حاجياتها.
وتتبع أعضاء المجلس خلال هذا الاجتماع عرضا للمدير العام للوكالة، تناول فيه على الخصوص مستوى تنفيذ القرارات المصادق عليها في الدورات السابقة لمجلس إدارة الوكالة، وكذا وضعية قطاع الاتصالات بالمغرب، إضافة إلى تتبع تنزيل مضامين مذكرة التوجهات العامة للقطاع في أفق سنة 2023. وبعد مناقشة مستفيضة، وفي ختام أشغاله، قام مجلس الإدارة بحصر حسابات الوكالة برسم السنتين الماليتين 2019 و2020 والمصادقة على ميزانيتها، كما صادق المجلس على المخطط الوطني للترددات، الذي تم تحيينه من طرف الوكالة.
حضر هذا الاجتماع على الخصوص وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ووزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، ووزير الثقافة والشباب والرياضة، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي وباقي أعضاء مجلس الإدارة.