قال رئيس الحكومة، سعد العثماني، إنه يجب ألا نسيء إلى بلادنا بنشر معطيات وأرقام مغلوطة، مؤكدا أن تكريس الثقة أمر ضروري في المؤسسات وفي الفاعل السياسي، وأردف أن تكريسها مسؤوليتنا جميعا حكومة وأغلبية ومعارضة لأن المواطن “عندما يحس بخطاب غير منسجم لا يحترم صاحب الخطاب”.
وخاطب العثماني، خلال الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس النواب، اليوم الاثنين، النواب البرلمانيين، “عليكم أن تشكروا هذه الحكومة لأنها أتت بإصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وقادته وأوصلته الى النهاية وأنجحت السنة الأولى لهذا الإصلاح من حيث نتائجه”.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن عدد المقاولات التي تُنشأ سنويا يزداد ويسجل المغرب ارتفاعا مستمرا، حيث بلغ متوسط النمو السنوي لعدد المقاولات الجديدة سنويا 8 في المائة، مبينا أن ما تروجه بعض الألسنة وبعض التدوينات بخصوص إفلاس المقاولات غير صحيح، مؤكدا أنه على الرغم من الجائحة فإن معدل إفلاس المقاولة سجل خلال سنة 2020 انخفاضا بـ22 في المائة بالمقارنة مع سنة 2019.
هذا الأمر، يضيف العثماني، مكن من استرجاع حوالي 157 ألف منصب شغل بين الفصل الثاني والرابع سنة 2020 (6612 مقاولة سنة 2020 و 8439 مقاولة في 2019)، لأن إجراءات دعم المقاولة عبر التمويل والمواكبة والحفاظ على التشغيل في المقاولة جميعها أثمرت، يوضح رئيس الحكومة.
وأفاد أن هذه الحكومة قامت بهذا الانجاز بتشاور مع الجميع حيث استقبلت الأحزاب والنقابات وجميع القطاعات، مردفا: “لأننا حاولنا الأخذ بأقصى ما يمكن من المقترحات والحمد لله عندها تأثيرات”.
ومن جهة أخرى، أوضح العثماني، أن الاستثمارات الأجنبية في سنة 2020 بقيت في نفس مستوى الاستثمارات الأجنبية المتدفقة في المغرب سنة 2019، مُلفتا إلى أنه في مجال إحداث المقاولات وجلب الاستثمارات ومواكبتها المغرب يعتبر من بين الدول الثلاث الأولى إفريقيا بشهادة الجميع وبالإحصائيات الموثقة وهذا شيء نفخر به.
وأشار في هذا الصدد، إلى رسالة تلقاها من المدير العام للبنك الإفريقي للتنمية مضمنة مع تقرير ودراسة يقول فيها بأن المغرب نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لدعم المقاولة والإجراءات الاجتماعية لمواجهة “كوفيد 19” قلصت من تأثيرات الجائحة واستطاعت أن تنقذ 71 في المائة من مناصب الشغل التي كانت مهددة وأيضا استطاعت أن تحافظ على 6.5 نقطة من نسبة النمو.
وتابع “نم صحيح الجائحة كانت لديها تأثيرات اقتصادية واجتماعية وفيها صعوبات، ولكن ما تفاديناه أكبر بكثير مما وقع، حيث تفادينا حالات حرجة ووفيات كثيرة، وهذا بفضل تضافر جميع الجهود. فنحن لا نبخس جهد أي أحد ونحن نعتز بما أنجز ولكن الحكومة عندها أيضا دور في هذا الأمر”.
وفيما يخص التشغيل، أبرز العثماني، أنه في ظل هذه الحكومة تحسنت وتيرة إحداث مناصب الشغل الصافية السنوية بشكل ملحوظ، حيث تم خلال السنوات الأولى من الولاية الحكومية الحالية إحداث أكثر 121 ألف منصب شغل صافي سنويا في المتوسط، وهو ما ساهم في تحسن معدل البطالة الذي انتقل من 10.4 في 2017 و 9.2 في سنة 2019.