تسطير على المغاربة، منذ أول أمس الأحد، حالة من الصدمة الممزوجة بمشاعر الحزن، بعد إعلان مقتل رجل سلطة (برتبة مقدم) بطريقة بشعة على يد بائع متجول، والذي وجه له طعنة قاتلة بسلاح أبيض، بينما عرض زميل له لاعتداء دموي مازال يصارع على إثره الموت في المستشفى.
وتعود تفاصيل هذه الواقعة إلى ما قبل إفطار أول أمس، عندما كان رجال السلطة يترجمون تعليمات تقضي بتحرير الملك العمومي على أرض تراب منطقة درب سلطان بالدار البيضاء من «الفراشة»، قبل أن يفاجئ البائع المتجول الضحيتين بالاعتداء عليهما بشكل وحشي، متسببا في وفاة المقدم بعدما طعنه بسكين في عنقه، في حين أرسل رجل سلطة آخر إلى قسم المستعجلات، حيث ما زالت حالته الصحية لم تستقر بعد، رغم علاج الجروح الخطيرة التي ألحقها الجاني به، الذي بينت التحريات الأولية أنه يتحدر من فاس وقدم إلى البيضاء لممارسة هذا النشاط غير المنظم في شهر رمضان.
وخلف هذا الحادث المؤلم حالة من الاستياء الكبيرة في أوساط المغاربة، الذين طالبوا في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي بتوفير الحماية لهذه الفئة الذين تتهددهم مخاطر بشكل يومي، كما استغربوا عدم إيلاء هذه الواقعة الاهتمام الكافي، سواء من طرف الإعلام أو بعض الجهات الرسمية.
ويأتي التعاطف والتفاعل الكبيرين مع ضحيتي الاعتداء الهمجي بدرب سلطان، في وقت علمت «آش 24»، أن عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان تابع كل ما هو جديد فيما يخص الحادث لحظة بلحظة، كما اطمأن على الوضع الصحي للمصاب، في حين أعطى تعليماته بالوقوف إلى جانب عائلة «شهيد الواجب» وتوفير كل ما تحتاجه في ما يخص مراسيم الدفن والعزاء.
من جهة أخرى، أصدرت تنسيقية أعوان السلطة بيانا نشر في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، جرى الحديث فيه عن غياب قانون منظم لهم، داعيا في الوقت نفسه “جميع أعوان السلطة إلى عدم الإسراع في التعامل مع الفراشة، وأن مهمة المقدم هي الإخبار فقط.. ما نهو ميزان ما نهضر مع فراش”.