قدم البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، إجابات حول أسئلة تشغل بال المغاربة ولم تتحصل على إجابات من جهة رسمية بشأنها بخصوص التدابير الاحترازية المعتمدة في شهر رمضان للحد من تفشي وباء (كورونا).
وكتب الإبراهيمي، في تدوينة مطولة له على صفحته في (فيسبوك)، «سأقدم بكل محبة وشفافية إرهاصات أجوبة للأسئلة الخمسة المشروعة التي طرحها بعض المواطنين».
وأكد أنه عند العودة إلى شهر أبريل من السنة الماضية، سنجد بإنبهار كيف المغاربة التزموا بالحجر الكامل ولمدة ثلاثة أشهر رغم وجود عدد قليل من الإصابات الوفيات ب (كوفيد ـ19)»، متسائلا «كيف أننا لم نتمكن لحد الآن من إقناع كثير من المغاربة بالالتزام بنفس الإجراءات لشهر واحد، وهي نفسها التي التزم بها الجميع ولمدة أشهر لحد الآن».
ليجيب «ببساطة.. لأننا لم نكن مقنعين في تواصلنا والشرح للجمهور العريض كل حيثيات الإبقاء على الإجراءات الاحترازية الحالية…. رغم أنه “و الله مكاين ما يتخبى… »، وزاد موضحا «وللتبسيط وإيمانا مني بذكاء المواطن المغربي وفطنته وتمكنه من خلال تواصل هادئ و منطقي وسلس أن يفهم الكثير وينخرط في هذه المواجهة الغير المستحيلة و المربوحة إن شاء الله… أحاول اليوم وكأي مواطن مغربي غيور على بلده الإجابة بكل شفافية وصراحة جارحة عن خمسة أسئلة مهمة ومشروعة يطرحها الشارع المغربي اليوم….».
1) واش (كورونا) كتخرج بالليل فقط؟
ذكر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي أن “صيغة السؤال مستفزة”، ليؤكد بعد ذلك أنه سيجيب عنه بالخشيبات
وقال، في هذا الصدد، «إذا اعتبرنا أن الحركية خلال اليوم وفي إطار الإغلاق الليلي الحالي من الثامنة مساءا إلى السادسة صباحا هي (100 في المائة)… فإن رفع وحذف هذا الإغلاق ول12 ساعة إضافية سيؤدي إلى رفع الحركية على الأقل إلى (200 في المائة) ولا سيما مع عاداتنا في شهر رمضان الفضيل (100 ديال الليل زائد 100 ديال النهار)…. ».
ليمضي متسائلا «هل يمكن لأي أحد منا وبمنطق علمي أن يثبت أن هذا الارتفاع لن يؤدي إلى تفشي الفيروس وانتشار المرض؟ وهل لن نكون بذلك نجازف بالوضعية الوبائية الشبه مستقرة لاسيما وأرقام جهة الدارالبيضاء تقلق؟ وهل بذلك، لا نغامر بخروج سريع من الأزمة ونضيع الصيف و كل لبنه؟»، قبل أن ذؤكد «أظن أن كل هاته الأسئلة المشروعة كذلك تداولت خلال أخذ القرار التدبيري والذي لا يحضره أعضاء اللجنة العلمية… مما يصلني بالسؤال الموالي».
2) واش اللجنة العلمية هي اللي كتقرر؟
في إجابته على هذا السؤوال، قال الإبراهيمي «بالطبع لا… فهي تعطي توصيات تؤخذ بعين الإعتبار ككل المعطيات الأخرى كالاقتصادية والمجتمعية و اللوجيستسكية الصحية لأخذ القرار التدبيري المسؤول… وهذا ما يصعب الجواب على السؤالين المقبلين لكل من لا يلم بكل حيثيات القرار التدبيري …».
3) شنوا غا نديرو مع صحاب القهاوي والمطاعم؟
أشار عضو اللجنة العلمية للتلقيح إلى أنه «كمواطن أتسائل نفس السؤال… وأظن أنه على مدبري الأمر العمومي أن يخرجوا بقرارات واضحة في شأن الدعم المادي الذي سيقدم لهؤلاء المتضررين…. وكمواطن أظن أنه بجانب الدعم المؤسساتي يجب أن نتضامن ونتأزر كأشخاص مع مغاربة هذه القطاعات …»، لضيف «لا أتفهم كيف أن رواد المقاهي الذين نسجوا علاقات إنسانية مع النادلين و أرباب المقاهي والمطاعم لا يتضامنون معهم ماديا ولشهر واحد… شهر الإخاء و المحبة … وليس الصدقة لأني لا أرى هذا الدعم كذلك بل أراه كواجب وطني…. “شوي من عند الدولة وشوي من عندنا وها الشهر فايت إن شاء الله”…. ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)».
4) هادو مسلمين لي حرمونا من التراويح….؟
أكد الإبراهيمي أنه لا يمكن المجازفة بإيذاء مسلم والمغامرة بحياة أي مغربي بسبب تفشي الفيروس … وقال، في هذا الإطار، «قررت أن لا أحيي التراويح بالمسجد هذا العام… لأنه لا يمكنني أن أجازف بإيذاء أي مسلم و أغامر بحياة أي مغربي بسبب ذلك… مع العلم بل أنا على يقين أن رمضان هذه السنة سيكون أفضل من سابقه وأكرم إن شاء الله …فكالمألوف سيكون أوله رحمة ووسطه مغفرة و أخره عتق من النار… وحفظ لأرواح كثير من المغاربة».
5) حتى لين؟… وإلى متى؟
في جواب له قدمه على هذا التساؤل، كتب البروفيسور الإبراهميي «في تصوري الذي قد يخطأ وقد يصيب…. بنهاية الشهر الفضيل نكون قد وصلنا إن شاء الله إلى منتصف شهر ماي… وكما قلت مرات متعددة فالمقاربة يجب أن تكون (المعطيات قبل القرارات). وإذا ما استمرت الحالة الوبائية في شبه استقرار للأرقام والبيانات وتمكننا من تلقيح أكبر عدد ممكن من المغاربة…. نكون قد وطدنا مكاسبنا من الناحية العملية … ويمكن أن نبدأ بتخفيف كثير من القيود… فيمكن فتح المساجد لجميع الصلوات وقراءة الورد القرءاني اليومي وللدروس الدينية ومحو الأمية لتلعب المساجد دورها المجتمعي الكامل…، وفتح المقاهي والمطاعم لمدة زمنية أطول عسى أن تستعيد كثيرا من عافيتها المادية… والسماح بالتجمعات بأعداد معقولة…. ورفع قيود التنقل بين الجهات الخضراء…. كل هذا في انتظار التقييم الشهري القادم….».
وأضاف «وفي الأخير وخلال الأشهر المقبلة يجب علينا أن نعي شيئين هامين… دور المواطن كحلقة أساسية في مواجهة هذه الأزمة الصحية…. وأن كل فرد، وأعني كل فرد منا، مهم في هذه العملية وبدونه لن ولا ننجح… بالصراحة… (واخا عيينا، زيروا معانا) في الإجراءات الاحترازية… وأن يقرتن هذا بتواصل سلس لمدبري الشأن العمومي واللجان العلمية كل في مجال اختصاصه.. ». ومضى شارحا «نعم صعب جدا التواصل في زمن الجائحة ولكنه أهم بكثير أولا من أخذ القرار وفي بعض الأحيان من اللقاح والأدوية …. وبدون هاذين المبدأين لا يمكننا مواجهة الأزمة الحالية ولا الأزمات القادمة لا قدر الله…. في الحقيقة… (والله حتى المغاربة كيفهمو…غير خصنا نتواصلو معاهم مزيان)….».