اعتبر الطبيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن القرارات التي اتخذتها الحكومة المغربية بخصوص شهر رمضان الأبرك، لاسيما حظر التنقل الليلي، ستساهم في حماية المملكة من الموجة الثالثة التي تجتاح حاليا القارة الأوروبية، والتي أظهرت أنها موجة “قوية وشرسة وسريعة الانتشار”.
وأوضح حمضي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الأربعاء، أن هذه القرارات الحكومية تأتي في سياق متصل بارتفاع للحالات الجديدة وحالات الإنعاش المتعلقة ب (كوفيد-19)، منذ أسبوعين في جل أنحاء المملكة، ولاسيما في مدينة الدار البيضاء والحواضر الكبرى.
وأشار الباحث إلى أن هذا الارتفاع يعتبر مؤشرا واضحا على تفشي الجائحة، وعلى القلق الوبائي السائد في المملكة، مسجلا أن مدينة الدار البيضاء تعرف لوحدها معدل 12 في المائة من الحالات الإيجابية، و70 في المائة من الحالات الجديدة، و70 في المائة من حالات الإنعاش، على المستوى الوطني.
وأكد أن كل هذه المعطيات المقلقة تدل على وجوب اتخاذ جميع الإجراءات للحد من تفشي فيروس (كورونا) وسلالاته الجديدة، الأكثر انتشارا وخطورة.
ودعا حمضي المواطنين إلى مواصلة الالتزام الصارم بالتدابير الوقائية والإجراءات الحاجزية (من ارتداء الكمامات، وتباعد اجتماعي، وغسل اليدين باستمرار …)، ترسيخا للمكتسبات الهامة التي حققها المغرب في مواجهته لهذه الجائحة، وللتمكن من العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية.
يذكر أن الحكومة قررت حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني يوميا من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة، وذلك ابتداء من فاتح شهر رمضان 1442 هـ، مع الإبقاء على مختلف التدابير الاحترازية المتخذة.
وأوضحت الحكومة، في بلاغ لها، أن هذا القرار جاء “تبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية بضرورة الاستمرار في الإجراءات اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد خاصة مع ظهور سلالات جديدة ببلادنا، وفي سياق تعزيز التدابير الوقائية المتخذة للحفاظ على صحة المواطنات والمواطنين، وأخذا بعين الاعتبار الحركية الواسعة التي يعرفها النسيج المجتمعي المغربي خلال شهر رمضان المعظم، وفي إطار الحرص على أن يمر هذا الشهر الفضيل في ظروف صحية مناسبة تعكس رمزيته الدينية الكبرى”.