في مارس من العام الجاري، توفي 45 مهاجراً أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط إلى إسبانيا، على حد قول الناشطة الحقوقية الإسبانية هيلينا مالينو، التي تدير مجموعة المشي الحدودية التي تتخذ من طنجة مقراً لها في ذلك الوقت.
وقبل أيام فقط، قالت السلطات المغربية إن ثلاثة قوارب تحمل 117 مهاجرا من جنوب الصحراء جرى منعها من الإبحار. وفي اليوم نفسه، شن المهاجرون هجوما على أسوار شائكة تفصل بين مليلية المحتلة والمغرب، جرى إلقاء القبض على 40 شخصا، بينما تمكن 52 من العبور.
يقول الجانب الرسمي، إن المملكة المغربية تستخدم على مستوى شمال إفريقيا تكتيكات جديدة لتقليص عدد المهاجرين الذين يسعون لإستخدام المغرب كنقطة انطلاق وعبور للوصول إلى أوروبا، حيث أوقفت السلطات المغربية حوالي 25000 محاولة للوصول إلى إسبانيا حتى الآن هذا العام، عبر مضيق جبل طارق.
وقال خالد زروالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتيد برس”، يوم الخميس الماضي، إن هذا يمثل نحو 30 في المائة من اجمالي محاولات العبور الممنوعة إلى إسبانيا، وخاصة بين فبراير وأبريل، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وأضاف المتحدث ذاته إنه بالإضافة إلى ذلك، جرى تفكيك 50 شبكة لتهريب البشر في عام 2019، بزيادة 73 في المائة عن هذا الوقت من العام الماضي، قائلا “لقد كنا صارمين للغاية ضد الشبكات الإجرامية”.
وقد تم تحديد “نقاط الضعف على طول الساحل (الشمالي)”، مما أدى إلى القضاء على “منافذ للمهربين” الذين استخدموا تلك النقاط في عبور الحدود، يقول الزروالي”.
وكشف المصدر ذاته إن تكنولوجيا المراقبة والقوى العاملة المعززة ساعدت في زيادة اليقظة، غير أنه لم يتحدث عن التكنولوجيا المستخدمة.
وزاد الاتحاد الأوروبي وإسبانيا من المساعدات والتعاون مع السلطات المغربية، ومع ذلك، قال الزروالي إن مبلغ 140 مليون يورو الذي يقدم للمغرب والذي يتم تقسيمه على مراحل، لا يكفي، مشيرا إلى أن المملكة تنفق أكثر من ذلك بكثير”.
هذا ورفض زروالي مزاعم بأن حقوق الإنسان غالبا ما يتم تجاهلها في الحمالات ضد المهاجرين، أو أن البحرية الملكية المغربية فشلت في الوصول إلى المهاجرين الذين تعاني قواربهم الواهية من المتاعب.
معظم المهاجرين الذين يبحثون عن نقطة انطلاق لأوروبا هم من إفريقيا، ومعظمهم من غرب إفريقيا، لكن بعض الآسيويين ظهروا في المغرب مؤخرا، حسب قول زروالي، وقال “في الواقع، قمنا بتفكيك شبكة نشطة بين بنغلاديش والهند وشمال إفريقيا تتعامل مع المهاجرين”.