ما تفسير الإصابة ب (كورونا) بعد تلقي اللقاح؟

7 مارس 2021آخر تحديث :
ما تفسير الإصابة ب (كورونا) بعد تلقي اللقاح؟

 

ما تفسير الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد المتسبب في مرض (كوفيد-19) حتى بعد تلقي التطعيم؟ وهل حقنة واحدة من لقاح (كورونا) كافية؟

دعونا نبدأ مع ماري دوينوالد، المحررة في قسم مقالات الرأي في بلومبيرغ (Bloomberg)، والتي أصيبت بفيروس (كوفيدـ19) حتى بعد تلقي جرعتين من لقاح (فايزر-بيونتك) (pfizer-biontech).

 

وفي هذا التقرير الذي نشره موقع بلومبيرغ الأميركي، تناقش دوينوالد تجربتها مع سام فازلي محلل صناعة الأدوية في قسم “بلومبيرغ إنتلجنس”.

 

وقالت ماري دوينوالد إنها تلقت لقاحا ضد فيروس (كوفيد) مؤخرا، حيث حصلت على جرعة (فايزر) الثانية قبل بضعة أسابيع. كانت تأمل أن يقيها اللقاح من الإصابة بالفيروس، ومع ذلك كانت نتيجة الاختبار إيجابية هذا الأسبوع.

 

كان تفسير فازلي لما حدث لها أن الحماية التي تقيك تماما من الإصابة بالفيروس أمر نادر الحدوث. وفي الواقع، تم إثبات أن هناك لقاحا واحدا فقط يوفر ذلك، وهو لقاح الجدري. وبالعودة إلى تجارب المرحلة الثالثة من لقاحات (فايزر-بيونتك)، و(مودرنا) (moderna)، الأفضل من حيث الفعالية حتى الآن، فقد كانت فعالة بنسبة 95 في المائة، مما يعني أن بعض الأشخاص الذين تم تطعيمهم قد يصابون، حتى لو بمعدل منخفض للغاية.

أيضا يجب الانتباه إلى أنه خارج بيئة التجارب السريرية ستكون الفعالية أقل قليلا، حيث تظهر بيانات العالم الحقيقي فعالية بنسبة 90 في المائة. من الممكن أيضا أن تكون مصابا بسلالة جديدة من الفيروس.

عندما تساءلت دوينوالد عما إذا كانت أعراضها الخفيفة، التي تشبه نزلة برد، تعني أن اللقاح لا يزال يحميها، أكد لها فازلي أنها لن تعرف أبدا مدى سوء أعراضها إذا لم يتم تطعيمها، لكن كان من الممكن أن تكون أسوأ بكثير.

وتتمتع اللقاحات بفاعلية عالية ضد المرض الشديد والخطير، فالغرض الرئيسي منها هو إبقاء الناس خارج المستشفى وتقليل مخاطر الوفاة. حتى تلك التي يبدو أنها ذات فاعلية أقل ضد الأمراض الخفيفة والمتوسطة، مثل لقاح “جونسون أند جونسون” (Johnson & Johnson)، تُظهر فعالية أفضل ضد الأعراض الشديدة والحرجة.

لذلك يمكن تلخيص أسباب الإصابة بكورونا حتى بعد تلقي اللقاح بالتالي:

ـ قد تكون من النسبة التي لا يوفر لها اللقاح حماية، مثلا بالنسبة للقاح (فايزر-بيونتك) نسبة الحماية 95 في المائة، أي أن احتمال عدم تشكيل اللقاح حماية هو 5 في المائة.

 

ـ قد تكون الإصابة بسلالة جديدة متحورة من فيروس (كورونا) التي لم ينجح اللقاح في تشكيل مناعة لها.

مع ذلك هناك فائدة مهمة جدا للقاحات، وهي أنه حتى إذا أصبت فإن الإصابة تكون أخف والأعراض أضعف، وبالتالي احتمال تطور مضاعفات خطيرة ودخول المستشفى يكون أقل. لذلك يجب أخذ التطعيم.

هل حقنة واحدة من لقاح كورونا كافية؟

دعوات بعض أعضاء الكونغرس الأميركي للسماح بتبني نظام الجرعة الواحدة لتسريع وتيرة حملة التطعيم الوطنية، تلقى مقاومة كبيرة من جانب العلماء الأميركيين، وذلك لعدم وجود أدلة كافية تشير إلى أن جرعة واحدة من لقاحي (فايزر ومودرنا). المصممين وفقا لنظام يعتمد على جرعتين، يمكن أن توفر حماية طويلة الأجل.

في تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) الأميركية، أشار توماس بيرتون إلى أن كبير مسؤولي اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بيتر ماركس، شدد على ضرورة “استخدام هذه اللقاحات على النحو المصرح به من قبل الإدارة للتصدي لفيروس (كوفيد-19) والحد من حالات الإسعاف والوفيات المرتبطة به”.

في أواخر العام الماضي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على نظام جرعتين للقاحات (فايزر ومودرنا). ومؤخرا، وافقت على استخدام نظام الجرعة الواحدة للقاح من شركة “جونسون آند جونسون”. دفع هذا القرار بعض العلماء وصانعي السياسات إلى المطالبة باتباع نظام الجرعة الواحدة مع جميع اللقاحات، مستشهدين بالدراسات الأولية التي أظهرت أن جرعة واحدة يمكن أن تكون فعالة.

 

في الثاني من مارس، وجه 7 أطباء من أعضاء الكونغرس رسالة إلى القائم بأعمال وزير الصحة والخدمات الإنسانية، نوريس كوكران، لحثه على “المسارعة في النظر في إصدار ترخيص منقح للاستخدام الطارئ” الذي قد يسمح باستخدام نظام الجرعة الواحدة في لقاحات (فايزر) و(مودرنا).

 

في المقابل، أعرب كبار العلماء الحكوميين في إدارة الغذاء والدواء والمعاهد الوطنية للصحة عن رفضهم لهذه المطالب، مشيرين إلى أن الأدلة المعتمدة لإثبات مدى نجاعة لقاحي فايزر ومودرنا كانت قائمة على جرعتين. وقال هؤلاء العلماء إن الجرعة الواحدة قد توفر حماية قصيرة المدى، لكن الحماية طويلة المدى ما زالت قيد البحث.

 

وحذر أحد كبار العلماء والمستشارين الرئيس الأميركي جو بايدن من أن “الاكتفاء بجرعة واحدة سيكون بمثابة السير على غير هدى، ولا يجدر اتخاذ أي خطوة دون العثور على أدلة قطعية”. وأكد طبيب آخر في الإدارة الأميركية على أهمية ديمومة فاعلية التطعيم، خاصة وأن سلالات أشد مقاومة للقاحات، مثل المتحورات التي رصدت في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، باتت تظهر في الولايات المتحدة، وقال “نعتقد أنه من الأفضل السماح للناس بالوصول إلى أعلى مستوى ممكن من المناعة”.

وحسب الدكتور بول أوفيت الذي خدم في المجلس الاستشاري لإدارة الغذاء والدواء الأميركية والذي أوصى باستخدام لقاحي (فايزر) و(مودرنا)، فإن التجارب السريرية “كشفت أن مستوى الأجسام المضادة المحيدة (بجرعة واحدة) كان أقل بكثير مما نتج عن جرعتين”.

 

وشدد رئيس اللجنة أرنولد مونتو على أن نظام الجرعتين يعد الأفضل للقاحات (فايزر) و(مودرنا)، للحاجة لمستوى عال من الأجسام المضادة في مواجهة المتحورات.

المصدر(الجزيرة.نت)
Click to resize
المصدر (الجزيرة.نت)
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق


المصدر(الجزيرة.نت)
Click to resize
Exit mobile version