دخل الموسم الفلاحي في الشرق مرحلة حرجة، منذرا بمواجهتها لوضع كارثي في ظل انحباس التساقطات المطرية وقلة المتهاطلة منها على الجهة، والتي لم يكن نصيبها من الغيث المسجل، في الأسابيع الأخيرة، سوى كميات قليلة جدا.
وقد بدأ وقوف المنطقة على أبواب موسم جاف للسنة الثالثة على التوالي يظهر أثره على الفلاحين، إذ أضحى عدد منهم، حسب المعطيات التي استقتها «آش 24،» يضطر إلى بيع ماشيته بأثمان بخسة، في ظل عدم قدرته على توفير العلف لها، بعد وصلت أسعاره إلى مستويات خيالية، كما هو الشأن بالنسبة للتبن، الذي انتقل ثمن الكومة الواحدة منها 60 درهما.
وتفيد المعطيات نفسها أن لجوء الفلاحين إلى «التخلص» من مواشيهم بأي ثمن لعدم قدرتهم على توفير الكلأ لها، حول أسواق الجهة إلى قبلة ل «السماسرة» الذين يستغلون حاجتهم ويقومون باقتناءها بأسعار زهيدة ثم إعادة بيعها بأسعار مرتفعة في مدن أخرى.
وتهدد هذه الوضعية الصعبة بزيادة تأزيم الحالة الاجتماعية والاقتصادية في الشرق، الذي ابتكر الساهرون على تدبير شؤونه حلولا في القطاع الفلاحي لإعادة إنعاش الحركة التجارية به بعدما أصيبت بالشلل إثر توقف التهريب المعيشي الذي كانت تعتاش منه غالبية الأسر عقب إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، قبل أن يصطدموا بتوالي مواسم الجفاف.
وتفرض الأزمة الخانقة التي يعيش على وقعها فلاحي الشرق على الوزارة الوصية على القطاع إطلاق «خطة إنقاذ» للتخفيف من حدة هذا الضرر الذي لحق هذه الفئة، التي يعد الحفاظ على نشاطها من أهم مقومات السلم الاجتماعي.