قدم عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بكلية الطب بجامعة محمد الخامس وعضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة «كورونا»، مقتضب من التقرير العلمي لليقظة الجينومية الذي قام بها مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في الفترة مابين 15 دجنبر 2020 و14 فبراير 2021.
وأشار، في تدونة على صفحته في (فيسبوك)، إلى أنه، بعد تحليل جينومات أكثر من 130 فيروس أخذوا عشوائيا بجميع مناطق المغرب، تبين أن لا وجود لحد الأن لأي سلالة جنوب إفريقية ولا برازيلية، وفقط عينتين للسلالة البريطانية.
وأضاف «تقاسمنا هذه المعلومات مع الجهات المختصة لأخذ جميع التدابير اللازمة وستصدر وزارة الصحة بيانا مفصلا في الموضوع يجيب على جميع تساؤلات المواطنين بهذا الخصوص»، وزاد موضحا « هنا وجب التنويه بالمشروع الوطني لليقظة الجينومية التي انخرط فيه مجموعة من المختبرات الوطنية، والذي سيمكن من تجميع كل القدرات المغربية التابعة لوزارة الصحة والتعليم العالي من أجل العمل يد بيد قصد إنجاح هذه العملية الحساسة في هذه الظرفية».
وكتب أيضا «أخذا بعين الاعتبار هذه الوضعية الجينومية، وجب علينا أن ننخرط اليوم وقبل أي وقت مضى في خطة طريق واضحة المعالم وفي صراع محموم مع الزمن الذي يجب أن نوظفه أحسن توظيف بوضع ضوابط محددة للمعركة المقبلة في مواجهة الكوفيد، وأن نبقى أوفياء لمقاربتنا الاستباقية بالمغرب».
وذكر أن العالم يواجه الآن 3 سلالات متحورة جديدة من فيروس (كورونا) المستجد المسبب لمرض (كوفيد ـ19)، مصدرها إنجلترا وجنوب أفريقيا والبرازيل.
وأوضح أن هذه السلالات خطيرة تعتبرها لأسباب متعددة، منها انتشارها السريع ووصولها بسرعة للأشخاص في وضعية هشاشة صحية، ما يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات كما حصل ببريطانيا وجنوب إفريقيا، وتأثيرها السلبي على الأستجابة المناعاتية بعد التلقيح، حيث تقلص هذه السلالات من فعالية اللقاحات بحولي 20 في المائة على العموم، مع بحث وحيد على حوالي 2000 عينة يقر بنزول هذه الفعالية إلى أقل من 30 في المائة للقاح (أسترا زينيكا في مواجهة السلالة الجنوب إفريقية.
وأضاف «رغم أن هاذه اللقاحات تبقى ناجعة مئة في المئة ضد تطور الحالات الحرجة وهي نتائج مطمئنة، فلا يوجد حاليا دليل سريري للإجابة عن السؤال المتعلق بالحماية من السلالات المتحورة الجديدة»، متحدثا عن عامل آخر يتعلق بخطورة هذه السلالات هو إمكانية تسلل بعض منها عبر أجزاء من الجهاز المناعي، إلى الأشخاص الذين أصيبوا بسلالات مختلفة في وقت سابق».
وأكد، في هذا الصدد، «يبدو أن التحور في جزء معين من البروتين الشوكي الخارجي للفيروس يكسب بعضا من هاته السلالات القدرة على (الهرب) من الأجسام المضادة».