رغم التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها المملكة في الأسابيع الأخير، إلا أن فلاحي الشرق يتوقعون موسما صعبا نظرا لكون أن نصيب الجهة من هذا الغيث كان ضعيفا.
وحسب ما توفر ل «آش 24» من معطيات، فإن التساقطات التي شهدتها المنطقة كانت قليلة جدا وبكميات لا تضمن إنبات وبزوغ البذور التي زرعت بعد عمليات الحرث، وهو ما ينذر بسنة فلاحية جافة أخرى ستزيد من متاعب من يعيشون على ما تجود عليهم به الأرض من محصول، والتي تعاظمت في زمن الجائحة نتيجة ما خلفتته من تداعيات ثقيلة على القطاع.
ويفرض هذا الأمر الواقع على المسؤولين التحرك باتخاذ إجراءات استباقية تستحضر جميع سيناريوهات تخفيف العبء عن فلاحي في مواجهة أي تقلبات غير منتظرة قد تفاقم الوضعية وتعرض الموسم للضياع.
ويبقى أمل مزراعي المنطقة معقودا بالأساس على ممثلي الدولة في هذه المنطقة في اتخاذ إجراءات وقرارات جريئة وشجاعة تنقذ محاصليهم، بعدما تخلى عنهم غالبية المنتخبين المشغولين حاليا إما بقضاء مصالحهم الشخصية أو تدبير مشاكلهم التي يبحثون عن مخرج منها في ردهات المحاكم.
ويراهنون على هذه الورقة بعدما لعبت دورا مهما في إخراج الشرق من ركود اقتصادي قاتل، بفضل نجاح والي الجهة، معاذ الجامعي، في ابتكار حلول أعادت عجلة الاستثمار للدوران وخلقت حركية في مختلف المجالات، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفلاحية وغيرها.
وما منح لخطته دفعة وجعلها أكثر فعالية هو المراهنة فيها على الرأسمال اللامادي، وهي بصمة تميز استراتيجيات معاذ الجامعي، الذي يركز بالأساس في مبادراته على الفئات الأقل دخلا.
ومن أبرز المكاسب التي حصدها سكان المنطقة من هذه الوصفة هي أنها ساهمت في «فك العزلة عن العالم القروي»، كما أنها غيرت العيش اليومي لفئات كبيرة، والتي كانت ترى المستقبل بنظرة سوداوية بعد إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر.