أعرب المجلس الجهوي لهيئة الأطباء/ جهة الدار البيضاء سطات (CROM)، عن ارتياحه بشأن الأجواء التي طبعت المرحلة الأولى لعملية التلقيح ضد فيروس (كورونا) المستجد، ونجاحها، في أوساط أطباء القطاع الخاص والصيادلة وأطباء الأسنان، على مستوى هذه الجهة.
وتميزت هذه العملية، التي دامت ثلاثة أيام، واستقبلتها 4 مواقع ( الدار البيضاء والجديدة والمحمدية وسطات)، ضمن التقيد الصارم بالتدابير الحمائية، بانخراط “قوي” من جانب هؤلاء المهنيين، الذين أعربوا عن ثقتهم في اللقاح المضاد للفيروس، كما أكد ذلك المجلس الجهوي لهيئة لأطباء، الذي نظم هذه العملية.
وفي هذا السياق ، أبرز الدكتور عبد الكريم الزبيدي، رئيس المجلس الجهوي لهيئة الأطباء (جهة الدار البيضاء سطات)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بعد سلسلة من الاجتماعات تقرر فتح اللوائح المتعلقة بالراغبين في التسجيل، حيث تم تسجل ما بين صيادلة وأطباء وأطباء الأسنان، ما يناهز 4 ألاف و200 شخص (طبيبات وأطباء).
وبخصوص مكان تنظيم عملية التلقيح، كما قال الدكتور الزبيدي، فقد وقع الاختيار بالنسبة للدار البيضاء، على كلية الطب والصيدلة، وذلك بالنظر لموقعها الجغرافي ولما لها من رمزية لدى الأطباء، ولتوفرها على المساحات الكافية لتحقيق الجانب المتعلقة بالتباعد الجسدي.
وتابع أنه بتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة (جهة الدار البيضاء سطات)، جرى الشروع في عملية التلقيح يوم الجمعة الماضي، وقد استفاد في اليوم الأول، على مستوى الجهة، ألف و130 شخص، وخلال اليوم الثاني (السبت) استفاد 1300 شخص، والعدد نفسه في اليوم الثالث (الإثنين)، وهو ما مكن من تلقيح أزيد من 3700 من المهنيين.
وأشار إلى أن نسبة المشاركة من أطباء وأطباء الأسنان والصيادلة ، مقارنة مع الراغبين في التلقيح ، وصلت إلى ما يناهز 70 بالمائة، فيما تجاوزت نسبة الأطباء البالغة أعمارهم فوق أربعين سنة، الذين استفادوا من عملية التلقيح، 52 بالمائة.
وبشأن مضاعفات التلقيح، يضيف الدكتور الزبيدي، فهي جدا منعدمة، باستثناء ألم طفيف وارتعاش خفيف في المساء، وحرارة قليلة، لافتا إلى أنه “لا وجود لشيء غير عادي يتطلب تدخلا استعجاليا، والحال أننا كنا نتوفر بعين المكان على جميع الوسائل من بينها وجود أطباء إنعاش”.
وفي سياق متصل، قال إنه من أجل أن تمر هذه العملية في ظروف جيدة، جرى رسم معالمها بشكل دقيق لما فيه صالح المستفيدين، حيث تم الشروع في التسجيل ، مع التحقق من المسجلين من خلال ملء مطبوع بشكل مسبق.
وتلت كل ذلك، عملية تقييم طبي مع الأطباء في عين المكان ( الفحص والتأكد من عدم وجود موانع )، وذلك قبل توجيه المستفيدين كي يتلقوا جرعاتهم من اللقاح . أما الخطوة الأخيرة من هذه العملية، فتتمثل في توجيه المستفيدين إلى قاعة، حيث يقدم لهم مشروب حلو ، ثم يستريحون لمدة 15 دقيقة للتأكد من أن كل شيء مر على ما يرام.
وبشأن حصيلة المرحلة الأولى من هذه العملية، أوضح أن الأهداف المسطرة في البداية، تم تجاوزها، مشيرا في الآن ذاته إلى أن الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة عبروا عن ارتياحهم بشأن اللقاح وسير العملية. وبخصوص الأهمية التي تكتسيها هذه العملية، فقد لفت إلى أن قانون الهيئة 08 / 12 ينص على العمل الاجتماعي ، ومواكبة الأطباء في الحالات الخاصة.
واستطرد قائل إن الظرفية الوطنية الحالية تلزم أي شخص يشتغل في هذا المجال، بأن يتجند لخدمة بلده، ولهذا السبب تحديدا، فإن كافة أعضاء الهيئة الجهوية، وكل الهيئات المماثلة، والهيئة الوطنية، مجندون وراء، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، لإنجاح هذه العملية.
ومن أجل ضمان أفضل الظروف اللوجستيكية ، فقد أوكلت عملية التنظيم إلى لجنة، وذلك بالتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة، والسلطات المحلية ، والمجلس الجهوي لهيئة أطباء الأسنان، ونقابة الصيادلة، و( FMPC). وطبقا للتعليمات الملكية السامية، تقرر أن تكون حملة التلقيح ، التي أطلقها ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مجانية لجميع المواطنين.
وتروم الحملة تحقيق المناعة لجميع مكونات الشعب المغربي (30 مليون، على أن يتم تلقيح نحو 80 في المائة من السكان)، وتقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن الجائحة، واحتواء تفشي الفيروس، في أفق عودة تدريجية لحياة عادية.
ويستفيد من هذه الحملة الطبية، التي تتم بشكل تدريجي وعلى أشطر، جميع المواطنين المغاربة والمقيمين، الذين تفوق أعمارهم 17 سنة.