جرى، اليوم الخميس بالرباط، توقيع عقود مشاريع مع الجامعات والمؤسسات البحثية المستفيدة من برنامج الخوارزمي لدعم البحث في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، يستفيد بموجبها 45 مشروعا من دعم يقدر بـ50 مليون درهم.
وتتعلق هذه المشاريع، التي تم اختيارها عقب فتح طلب مشاريع بحثية تطبيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، بـ16 موضوعا، وتهم 40 بالمائة منها موضوع الصحة، وتمتد فترة إنجازها ثلاث سنوات.
وفي كلمة بالمناسبة، نوه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، السعيد أمزازي، بنتيجة طلب المشاريع غير المسبوق هذا، والذي تشرف عليه بشكل مشترك وزارتا التربية الوطنية، والصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، وتم تخصيص مبلغ مالي مهم له.
وفي معرض حديثه عن أهمية الذكاء الاصطناعي، قال أمزازي إن الأمر يتعلق بموضوع أساسي من شأنه تقريب البحث الأكاديمي لحاجيات المصنعين، مبرزا أن هذه التكنولوجيا باتت قادرة على السيطرة على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا ومهننا.
وفي هذا الصدد، شدد أمزازي على ضرورة تحديد الكفاءات المغربية في هذا المجال ومواكبتها من خلال التكوين والبحث العلمي، بغية تعميم الذكاء الاصطناعي في مجتمعنا والرفع من القدرة التنافسية للشركات، من خلال اعتماد تكنولوجيات جديدة.
من جهته، أكد وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، أهمية (برنامج الخوارزمي) الذي يروم المواكبة المالية للمشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تفتح نافذة جديدة لتطوير التكنولوجيات في المملكة.
وقال السيد العلمي إن “البحث العلمي والابتكار يعتبران وسيلتين لتطوير الصناعة وتمكنان من تعزيز القدرة الصناعية”، مشيرا إلى أن الصناعة بدون الذكاء الاصطناعي هي صناعة معاقة.
من جانبها، أشارت مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، جميلة العلمي، إلى أنه تم في إطار هذا البرنامج اختيار 45 مشروعا من بين 251 مشروعا تم التوصل بها بعد المرحلة الأولى من التقييم العلمي والتصنيف أجراه خبراء المركز، وتلاها تقييم قطاعي ثان أجرته القطاعات الحكومية المكلفة بمجالات التطبيق المعنية بتقييم المشاريع، وفقا لمجالات كل منها.
وأضافت أن هذه المشاريع ستمكن من تعزيز الإنتاج العلمي الذي يشكل مكونا مهما بالنظر لتأثيره على بروز الدولة على المستوى العالمي، وإنتاج ابتكارات ملموسة، لا سيما من خلال تأسيس شركات ناشئة وإيداع براءات اختراع جديدة سيكون لها وقع مباشر على التنمية الاقتصادية للبلاد.
وتم إطلاق برنامج الخوارزمي في ماي 2019 من قبل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، ووكالة التنمية الرقمية والمركز الوطني للبحث العلمي و التقني، بغية تعزيز ودعم المشاريع البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.