أظهرت نتائج التجارب السريرية المتأخرة من لقاح “كورونا فاك” الذي تنتجه شركة “سينوفاك” الصينية تباينا في الأرقام المعلنة بين الدول التي جرت فيها هذه التجارب.
ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن لقاح (كورونا فاك) الذي تسعى الصين من خلال تصديره للدول النامية لتعزيز صورتها بعد الوباء، أظهر معدل فعالية لا تتجاوز 50 في المئة بالتجارب التي أجريت في البرازيل.
في المقابل، أعلنت تركيا سابقا عن فعالية اللقاح الصيني ذاته بنسبة 91 في المائة، فيما كان معدل الفعالية يبلغ 63.3 في المائة خلال التجارب التي أقيمت في أندونيسيا.
و(سينوفاك) هو واحد من 5 لقاحات صينية مضادة لفيروس (كورونا) المستجد، لكنه لم يحصل على الموافقة لاستخدامه على نطاق واسع في الصين حتى الآن.
ولجأت الصين إلى هذه الدول لإجراء التجارب السريرية للقاحاتها فيها بعد سيطرتها على الوباء وذلك للحصول على نتائج دقيقة، لكن النتائج المتباينة للقاح (كورونا فاك) في البرازيل واندونيسيا وتركيا يثير التساؤلات بشأن مدى نجاحه.
وتعلق الدول النامية آمالها على اللقاحات الصينية التي تعمل بالتقنية التقليدية، بما فيها (كورونا) فاك الذي يحفظ في درجة الثلاجة العادية، الأمر الذي يجعل تكلفته منخفضة وعملية نقله تبدو أكثر سهولة.
ووافقت السلطات الصحية في الصين على استخدام لقاح (سينوفارم) التابع للحكومة، وهو اللقاح الذي أظهر نتائج متباينة أيضا وصل لـ 86 في المائة وفقا لما أعلنته الإمارات، وأكثر من 79 في المائة بحسب ما قالته الشركة الصينية نفسها.
ضرر بمصداقية اللقاح
وكان من المقرر مبدئيا أن تكشف شركة (سينوفاك) ومعهد بوتانتان البرازيلي عن نتائج التجارب السريرية التي أقيمت في البلد الذي يعد ثاني أكثر البلدان تضررا من الوباء، بحلول 15 دجنبر الماضي، لكن الإعلان تأجل لمدة أسبوع بسبب “جميع بيانات إضافية”.
وبعد أسبوع، تأجل الإعلان عن فعالية لقاح (كورونا فاك) مرة أخرى في البرازيل، في وقت يقول فيه علماء إن “الافتقار إلى الشفافية حول مخاطر البيانات التي تلحق الضرر بمصداقية اللقاح”.
وقال بوتانتان، الذي يقود التجارب في البرازيل ويتخذ من ساو باولو مقرا له، إن لقاح (كورونا فاك) الصيني فعال بنسبة 78 في المائة، لكن المعهد تراجع وقال إن “هذا المعدل يشمل فقط المتطوعين الذين عانوا من حالات خفيفة إلى شديدة”.
وأشار المعهد البرازيلي إلى أن نسبة الفعالية الإجمالية للقاح كورونا فاك انخفضت إلى 50.4 في المئة بعد إضافة الحالات التي أصيبت بأعراض خفيفة من (كوفيد-19).
وقالت عالمة الأوبئة في معهد سابين للقاحات بواشنطن، دينيس جاريت، والتي عملت في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أتلانتا لأكثر من 20 عاما، “إنه أمر غير معتاد للغاية، لم أر مثل هذا مطلقا”.
وأضافت “لقد أجلوا النتائج بالفعل. يبدو أنهم وجدوا أن النسب غير مرضية، لذا توصلوا إلى طريقة لإعلان النتائج بطريقة أكثر ملاءمة”.
بدوره، خبير الأمراض المعدية في جامعة أنتيوكيا بكولومبيا، إيفان داريو فيليز، إن معدل النجاح المنخفض ربما يدفع الحكومات لشراء جرعات من لقاحات أخرى تتمتع بفعالية أعلى ضد الفيروس التاجي.
وتابع فيليز “إذا كانت فعالية اللقاح حوالي 50 في المائة، فسيكون من الصعب تبرير إدراجه في برنامج التطعيم الوطني”، مردفا “لكن إذا كان لدينا مجتمع لا يملك الوسائل للحصول على جميع اللقاحات التي يحتاجها، يمكن استخدامه بحجة أن 50 في المئة أفضل من لا شيء”.
واشترت البرازيل 100 مليون جرعة من لقاح (كورونا فاك)، وهي الدولة الأولى التي تكمل التجارب السريرية الثالثة من هذا اللقاح.