بعد اعتماد الصين للقاحها الجديد “سينوفارم” ليخرج بعد ذلك من المرحلة التجريبية ويصبح ضمن اللقاحات الأساسية التي تحارب الجائحة التي شلت حركة العالم، بات السؤال الأهم عن آلية اللقاح وكيفية عمله ضد الفيروس القاتل؟
في أوائل عام 2020، أنشأ معهد بكين للمنتجات البيولوجية لقاحا لفيروس كورونا باسم (BBIBP-CorV)، وتم وضعه في وقت لاحق في التجارب السريرية من قبل شركة “سينوفارم” الصينية المملوكة للدولة، هذا اللقاح تمت الموافقة عليه بشكل رسمي، الخميس الماضي، وستبدأ دول عالمية باستخدامه للتطعيم، على خطى الإمارات والبحرين اللتان بدأتا بالفعل استخدامه.
لقاح مصنوع من الفيروس
ويعمل لقاح “سينوفارم”، الذي سيستخدمه المغرب من بين لقاحات أخرى في حملة التطعيم لمكافحة فيروس (كورونا) المستجد، عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان لصنع أجسام مضادة لفيروس (كورونا)، والتي ترتبط بالبروتينات الفيروسية، مثل ما يسمى بالبروتينات الشوكية التي ترصع سطح الفيروس.
ولإنتاج اللقاح، أحضر الباحثون في معهد بكين 3 أنواع من فيروس (كورونا)، من المصابين في المستشفيات الصينية، بالإضافة إلى فيروس متحور يستطيع التكاثر، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
تعطيل الفيروس
ولدى إنتاج الباحثين لمخزونات كبيرة من فيروسات (كورونا)، قاموا بصبها بمادة كيميائية تسمى بيتا بروبيولاكتون، وقام المركب بتعطيل فيروسات (كورونا) عن طريق الارتباط بجيناتها، ولم يعد بإمكان فيروسات (كورونا) المعطلة التكاثر.
ثم قام الباحثون بسحب الفيروسات المعطلة وخلطها بكمية ضئيلة من مركب قائم على الألومنيوم كمادة مساعدة، لتحفز هذه المواد المساعدة جهاز المناعة لتعزيز استجابته للقاح، حسبما أشارت الصحيفة.
يذكر أنه جرى استخدام الفيروسات المعطلة لأكثر من قرن من الزمان، واستخدمها مبتكر لقاح شلل الأطفال في الخمسينيات من القرن الماضي، جوناس سالك، وهي من القواعد الأساسية للقاحات ضد عدد من الأمراض، بما في ذلك داء الكلب والتهاب الكبد (أ).
دفع الاستجابة المناعية
ونظرا لأن الفيروسات في اللقاح أصبحت معطلة وغير حية، أصبح بالإمكان حقنها في الجسم دون التسبب بالإصابة.
وبمجرد دخولها الجسم، يتم ابتلاع بعض الفيروسات المعطلة بواسطة نوع من الخلايا المناعية.
وتمزق الخلية المناعية الفيروس التاجي وتعرض بعض شظاياه على سطحها، ويمكن أن تساعد في تجنيد الخلايا المناعية الأخرى للاستجابة للقاح.
صنع الأجسام المضادة
وبمجرد التطعيم بلقاح (سينوفارم)، يمكن لجهاز المناعة الاستجابة لعدوى فيروسات (كورونا) الحية، حيث تنتج الخلايا المناعية أجساما مضادة تستهدف “بروتين سبايك”، مما يمنع الفيروس من دخول الخلايا، وقد تمنع أنواع أخرى من الأجسام المضادة الفيروس بوسائل أخرى.
وأظهرت التجارب السريرية لشركة (سينوفارم) أن لقاحها يمكن يحمي الناس من الإصابة بفيروس (كورونا)، لكن لا أحد يستطيع حتى الآن تحديد مدة استمرار هذه الحماية.
خلايا الذاكرة
ومن الممكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة على مدار شهور، لكن الجهاز المناعي يحتوي أيضا على خلايا خاصة تسمى “خلايا الذاكرة ب” التي قد تحتفظ بمعلومات حول فيروس كورونا لسنوات أو حتى عقود.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت أن اللقاح الصيني حصل على الموافقة الكاملة في البلاد، بعد أن كشفت عن نسبة فعالية 86 بالمائة.
وأعلن رئيس شركة (سينوفارم) في وقت سابق، أن مليون مواطن صيني تقريبا تم تطعيمه باللقاح حتى الآن.