أجمع خبيران في علم الفيروسات، أمس الاثنين، على أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي ظهرت، مؤخرا، في جنوب بريطانيا وبدأت تتوسع في أوربا، لا تأثير لها على الحالة الكلينكيكة ولا على اللقاح الذي ينتظره المغاربة.
ففي تصريح لشبكة الأخبار المغربية “إم 24” التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط عز الدين إبراهيمي بأن فيروس كورونا له ديناميته ككائن حي يتعايش ويتأقلم ويتطور في ظل الضغوطات التي تمارس عليه، وبأن الفيروس المرجعي المعروف عالميا هو ذلك الذي ظهر في إقليم ووهان الصيني، مشيرا إلى أن هذا الفيروس تطور في طفرة اولى تسمى D 614 G ظلت سائدة لحد الآن في مختلف انحاء العالم.
وتابع البروفيسور إبراهيمي أن كل أربعة أيام تظهر طفرة جديدة لم يكن لها ذكر لكونها لم تتموقع في مكان حساس بالنسبة للفيروس، مما استحال تطوير شراستها وتفشيها، إلى حين ظهور طفرة جديدة في الأسبوع الماضي بجنوب بريطانيا تسمى N 501 Y تبين أن “سرعة تفشيها وصلت إلى أكثر من 70 في المائة مقارنة مع السلالة التي كانت موجودة من قبل”.
وأكد ، في هذا الصدد ، أن هذه الطفرة التي كانت موجودة منذ شهر أبريل وماي السابقين وأصبحت تطغى في منطقة معينة، “لا تؤثر على الحالة الكلينيكية للأشخاص، حيث لا يوجد ، إلى غاية اليوم ، أي بحث يثبت أن هناك تأثيرا علىى الفتك او الحالات الكلينيكية”.
وتابع أن هذه الطفرة “ليس لها تأثير كذلك على اللقاحات التي طورت لحد الآن”، معتبرا أن التخوف الذي يرافق السلالة الجديدة “طبيعي، لأننا نحن كمجموعة أشخاص لأول مرة نكتشف ميدان الفيروسات، وكلما ظهرت طفرة جديدة ، وفي غياب معلومات مضبوطة ودقيقة ، يكون هناك تشكيك وأخبار رائجة لا سيما في المنصات الاجتماعية”.
وأبرز البروفيسور إبراهيمي أنه ، في مواجهة الأوبئة والجائحات ، “يجب الأخذ بالسيناريو الأسوء”، لهذا قررت كثير من الدول إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات القادمة من بريطانيا “حتى نتعرف أكثر على هذه السلالة وحتى لا تتوسع رقعة انتشارها”.
وحرص على طمأنة المغاربة بأن هذه الطفرة “غير موجودة لحد الآن بالمملكة. وتأكد ذلك بعد تحليل أكثر من مائة جينوم في فترة الجائحة، ونحو 32 جينوما خلال الشهر الجاري”.
وبدوره، قال الدكتور مولاي مصطفى الناجي الاختصاصي في علوم الفيروسات ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء إن فيروس كورونا دائم التغيرات التي تسمى بطفرات والتي بلغ عددها ثمانية أنواع قبل أن تظهر الطفرة التاسعة ، مؤخرا ، في جنوب بريطانيا.
وحذر الدكتور الناجي من أن هذه الطفرة “تزيد من حدة انتشار الفيروس بنسبة 70 في المائة التي تعني أن 5 في المائة من المصابين يمكن أن تكون حالتهم حرجة، بما يشكل ضغطا على المنظومة الصحية”.
وطمأن بأن انتشار هذا الفيروس الجديد في عدد من بلدان أوربا “لا يعني أنه أكثر شراسة وإماتة، أو أن له آثارا على اللقاح الذي ينتظره المغاربة”، مشددا ، بالمناسبة ، أن هذا اللقاح له نجاعته “وحتى إذا كان هناك من تأثير، فإنه يكون طفيفا بنسبة تترواح بين 1و3 في المائة”.
وسجل أيضا أن أي لقاح تبدأ نجاعته من 50 في المائة “واللقاح المنتظر وصوله إلى المغرب تصل نجاعته إلى 96 في المائة”.
واعتبر التدابير الاحترازية من قبيل ارتداء الكمامة بأحسن طريقة وغسل اليدين باستمرار واحترام التباعد الجسدي وتجنب الاكتظاظ وتعقيم الأسطح ، سبيلا وحيدا للوقاية من الفيروس لحد الآن قبل وصول اللقاح الذي تظافرت فيه جهود كافة المختبرات في سابقة الأولى من نوعها، وحتى بعد التلقيح على اعتبار أن فعالية هذا المصل تظهر بعد ثلاثة أشهر من التطعيم.
ودعا المتحدث المغاربة إلى الاستفادة من هذا اللقاح بنسبة 70 في المائة “حتى تكون هناك مناعة جماعية ستقضي على الفيروس بصفة نهائية وتجعلنا نعود إلى حياتنا العادية”.