دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الجمعة، المجتمع الدولي إلى التضامن في مواكبة استراتيجيات الانتعاش الوطنية، لا سيما تلك الخاصة بالبلدان الإفريقية، وذلك بمناسبة انعقاد الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة للاستجابة لوباء (كوفيد -19).
وأكد بوريطة، في رسالة فيديو مسجلة مسبقا، تم بثها في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أن “الحاجة المستعجلة لإنقاذ الأرواح لا تزال قائمة ، لكنها اليوم تقترن بضرورة الانتعاش الاقتصادي”.
وشدد الوزير على أن “المجتمع الدولي مدعو أكثر من أي وقت مضى للتضامن في مواكبة استراتيجيات الانتعاش الوطنية ، خاصة تلك المتعلقة بالبلدان الافريقية”، مشيرا إلى أن تحدي الانتعاش الذي يواجهنا غير مسبوق.
وبالنسبة بوريطة، لم يعد الأمر يتعلق بتطبيق “وصفات قديمة”، بل ببلورة مقاربات مبتكرة تستند إلى الدروس المستفادة من الوباء. وقال إن “القدرة على التكيف يجب أن تكون مستدامة”.
وتابع الوزير “ستستفيد من الاعتماد على نظام متعدد الأطراف متجدد يتماشى مع العصر. ما نحتاج إليه حقا هو تعددية المسؤولية التي يمكن أن تغذي إجراءات الأمم المتحدة من خلال مبادرات ملموسة وموجهة نحو النتائج لأن الامر يتعلق بحدث شامل”.
ولدى تطرقه للوضع بالقارة الإفريقية ، أعرب بوريطة عن الأسف لكون إفريقيا تدفع ثمنا باهظا لهذا الوباء ، مشيرا إلى “انتعاشتها لاتزال مرهونة بصعوبات أكبر مقارنة بقارات أخرى”.
وقال “هل يجب التذكير بالمستويات التي لايمكن تحملها للديون الخارجية التي تتجاوز نسبتها مقارنة بالناتج الداخلي الإجمالي 100 في المائة في بعض البلدان الإفريقية؟”.
واعتبر أن اعتماد إطار مشترك لمجموعة العشرين لإعادة جدولة الدين العمومي الافريقي هو خطوة في الاتجاه الصحيح ، مشيرا رغم ذلك إلى أن مقاربة أكثر طموحا وشمولا ضرورية أكثر من أي وقت مضى لتجنب تقويض الجهود الكبيرة التي تبذلها البلدان الافريقية.
وبخصوص جهود المغرب في مجال مكافحة الوباء ، أشار الوزير إلى أن المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، عملت بشكل دؤوب ومسؤول للسيطرة على انتشار (كوفيد -19).
وأكد بوريطة أن “المقاربة الملكية ارتكزت على الاستباقية والتضامن والوقاية وتعبئة جميع الموارد الداخلية والبحث عن شراكات مبتكرة وأولوية الأمن الصحي للمواطنين خاصة الفئات الأكثر هشاشة”.
وذكر، في هذا الصدد، بأنه في إطار مقاربة مواطنة وتشاركية وطبقا للتعليمات الملكية السامية، تم إحداث صندوق اجتماعي لتدبير جائحة (كوفيد-19)، بهدف التخفيف من تأثير الوباء على الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة، مشيرا إلى أن حملة تضامن وطنية واسعة النطاق مكنت من تزويد الصندوق بأكثر من 3.5 مليار دولار.
كما أشار الوزير إلى أنه بناء على التعليمات الملكية السامية، سيقوم المغرب بحملة تلقيح شاملة خلال الأسابيع المقبلة مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر هشاشة.
وذكر بأن الجهود الوطنية للمغرب لم تمنعه من مواصلة تضامنه مع البلدان الشقيقة والصديقة ، مؤكدا أنه في ذروة الوباء حرص جلالة الملك على إرسال مساعدات طبية إلى عشرين دولة إفريقية شقيقة لدعم جهودها الوطنية ضد (كوفيد-19).
ويأتي انعقاد هذه الدورة الاستثنائية الحادية والثلاثين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يومي الخميس والجمعة (بشكل افتراضي وحضوري)، بعد شهرين من الاجتماع رفيع المستوى للدورة 75 للجمعية العامة الذي ركز أيضا على الأزمة الصحية التي يواجهها العالم وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية على جميع الدول الأعضاء.
ويهدف هذا الاجتماع رفيع المستوى إلى تحفيز العمل المشترك من قبل المجتمع الدولي لهزيمة وباء (كوفيد-19).
وفي الواقع، فإنه مع وفاة 1.5 مليون شخص، وأكثر من 62 مليون إصابة في جميع أنحاء العالم، وتسجيل واحدة من أكبر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، فإن احتواء وباء كوفيد ومواجهته يظلان اليوم الأولوية القصوى للمجتمع الدولي.