أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اليوم الخميس، أن تأمين معبر الكركرات كان ناجحا وخلف واقعا دبلوماسيا وسياسيا جديدا، معربا عن افتخاره بالإجماع الوطني الذي عبرت عنه كافة القوى الحية، السياسية والمدنية، داخل الوطن وخارجه.
وأوضح وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السعيد أمزازي، في بلاغ تلاه خلال لقاء صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة المنعقد عن بعد، أن السيد العثماني أشاد مرة أخرى بعملية تأمين معبر الكركرات، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي اتسمت بالحكمة وبالحزم، وبالجرأة والتبصر، مبرزا أن الجميع تعبأ وعبر عن مواقفه وتحمس لدعم الدبلوماسية الوطنية، ولدعم جميع الجهود التي تقوم بها المملكة في هذا المجال.
فبعد الاجتماع الأخير لمجلس الحكومة، يضيف رئيس الحكومة، توالت الإشادة والدعم الدوليان بما قام به المغرب، لأن عملية التأمين لا تصب في مصلحة الوطن فحسب، بل أيضا في مصلحة السلم والاستقرار في المنطقة وفي مصلحة حرية التجارة الدولية، مذكرا بأن معبر الكركرات ليس معبرا مغربيا خالصا ولا معبرا موريتانيا خالصا، أو أنه يربط بين المغرب وموريتانيا فقط، بل هو بمثابة طريق دولية تربط بين الشمال والجنوب.
وأشار إلى أن هذا الأمر دفع كثيرا من أصدقاء المغرب وأشقائه للتعبير بوضوح، عبر بيانات وبطريقة غير مسبوقة، على دعم الخطوة التي قام بها المغرب، وفي ذلك دعم للوحدة الترابية والوطنية للمغرب ولمغربية الصحراء، معربا عن شكره لجميع الأصدقاء والأشقاء على مواقفهم في هذه المرحلة، وعلى قيام بعضهم بفتح مزيد من القنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
ومن مظاهر الإجماع الوطني، يوضح العثماني، الجلسة الأخيرة بمجلس النواب التي عرفت إجماعا سياسيا لنواب الأمة، منوها كذلك بالأحزاب والهيئات والتنظيمات الموازية والمجتمع المدني بكافة أطيافه والباحثين والجامعات ومراكز الدراسات وغيرها، الذين أبوا إلا أن يعبروا ويتعبؤوا، عن طريق بيانات أو تنظيم ندوات وتظاهرات، أو من خلال زيارة الأقاليم الجنوبية لتجديد التعبير عن التضامن والتعبئة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، دفاعا عن الوحدة الوطنية وعن الحقوق المغربية، وكذا للتأكيد على الطبيعة الآمنة للمنطقة، عكس ما يدعيه الخصوم من افتراءات وأباطيل.
وبعد أن سجل أن كل هذه التطورات التي وقعت أغضبت الخصوم وألحقت بهم أضرارا بالغة، حيث لم يجدوا أمامهم من حيلة إلا الهروب إلى الأمام والتهجم وك يل التهم واختلاق الأخبار الزائفة والأكاذيب، وفبركة فيديوهات وصور وتوظيف وقائع لا علاقة لها بمنطقة الكركرات، أشار رئيس الحكومة إلى أن وسائل الإعلام الوطنية، الرسمية منها والشعبية، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تصدت، مشكورة وبكل روح وطنية، لهذه الأكاذيب وفضحت إدعاءات الخصوم التي أصبحت معروفة لدى القاصي والداني، إذ تبين للجميع أن هذه مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة.
وذكر رئيس الحكومة بأن “الواقع يؤكد صدق مقولة جلالة الملك (ستظل الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها)، وهي مقولة ستبقى نبراسا لنا جميعا، وتستحق أن تعلق على جدران مقرات الأحزاب السياسية والهيئات الموازية والجمعيات، لأنها تعكس روح الأمة”.