حذر عالم فرنسي كبير من أن الموجة الثانية من انتشار فيروس (كورونا) ستكون أسرع من الأولى، وسط تصاعد متزايد في أعداد الإصابات في جميع أنحاء أوروبا.
وصرح المستشار العلمي للحكومة الفرنسية أرنو فونتاني، لتلفزيون بي إف إم، أمس الجمعة، أن “الفيروس ينتشر بسرعة أكبر.. وقد بدأت مؤشرات ذلك في غشت”، وفق ما ذكرت (سكاي نيوز).
وقال إن فرنسا تمكنت من السيطرة على الفيروس بحلول نهاية يونيو، لكن انخفاض عدد الأشخاص الذين يتم نقلهم إلى المستشفى من جراء الوباء حتى نهاية غشت الماضي أعطى السلطات إحساسا زائفا بانحسار الفيروس، على الرغم من ارتفاع الحالات بالفعل في الوقت.
وأضاف عالم الأوبئة “ثم كان هناك أسبوعا باردا واحدا في سبتمبر، وسارت جميع المؤشرات في الاتجاه الخطأ مرة أخرى في جميع أنحاء أوروبا. ينتشر الفيروس بشكل أفضل في البرد لأننا نمكث وقتا أطول في بيوتنا والأماكن المغلقة”.
وتابع “لدينا الكثير من الأدوات لحماية أنفسنا من الفيروس، لكننا نواجه فترة صعبة”، مرددًا ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس، الذي حذر من “نوفمبر الصعب”، حيث مددت الحكومة الفرنسية حظر التجول الذي فرضته الأسبوع الماضي في مدن عدة.
ويبدأ سريان حظر التجول في بعض المدن، من الساعة 9 مساء حتى الساعة 6 صباحا، وسيتأثر به 46 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 67 مليون نسمة.
وقال كاستكس، في مؤتمر صحفي، إن “الموجة الثانية من وباء (كورونا) بدأت بالفعل ولا تزال جارية الآن في فرنسا وأوروبا. الوضع خطير للغاية”.
وسجلت فرنسا، الخميس الماضي، رقما قياسيا في عدد الإصابات بكورنا خلال يوم واحد، إذ بلغ عدد المصابين 41 ألفا و622 شخصا.
ويبلغ إجمالي الإصابات في فرنسا الآن أكثر من مليون إصابة، وتوفي من جراء الجائحة أكثر من 34 ألف نسمة.
وعادت البلدان في جميع أنحاء أوروبا، مثل المملكة المتحدة، إلى التدابير الاحترازية التقييدية، بعد ارتفاع عدد الحالات.
وشددت بلجيكا، وهي واحدة من أكثر البلدان تضررا في أوروبا، القيود على التجمعات يوم الجمعة، وحظرت المشجعين من المباريات الرياضية، وحدت من عدد الأشخاص في الأماكن الثقافية وأغلقت المتنزهات الترفيهية.
وعلى الرغم من أن معدلات الإصابة في ألمانيا كانت أقل بكثير من النقاط الساخنة الأخرى في أوروبا، فإن الحالات تسارعت ووصلت إلى مستوى قياسي يوم الخميس حين بلغت 11247 حالة.
وفي جميع أنحاء أوروبا، سجلت 20 دولة أرقاما قياسية جديدة يوم الأربعاء، بما في ذلك المملكة المتحدة، التي شهدت ارتفاعا قدره 26688 إصابة.
وأمرت جمهورية التشيك، التي تشهد أكبر زيادة في أوروبا في حالات (كوفيد-19)، معظم المتاجر والخدمات بالإغلاق للحد من انتشار الفيروس.
وعادت هولندا أيضا إلى الإغلاق الجزئي، وأغلقت الحانات والمطاعم، لكنها أبقت المدارس مفتوحة. وأصبحت إسبانيا أول دولة في أوروبا الغربية هذا الأسبوع تسجل مليون حالة إصابة بفيروس (كورونا).