بعد أن أودى وباء (كوفيد-19) بأكثر من 500 ألف شخص، دعت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، إلى “ترقب الأسوأ” في ظل غياب التضامن الدولي، معلنة أنها سترسل فريقا إلى الصين لتحديد مصدر الفيروس.
وصرح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي عبر الانترنت، “سنتمكن من محاربة الفيروس بشكل أفضل عندما نعرف كل شيء عن الفيروس، بما في ذلك كيف بدأ”.
وقال “سنرسل فريقا الأسبوع المقبل إلى الصين لنستعد لذلك ونأمل أن يسمح لنا ذلك بفهم كيف بدأ الفيروس وما يمكننا أن نفعل في المستقبل لنكون مستعدين”.
وبعد ستة أشهر من إعلان الصين رسميا ظور المرض في دجنبر في مدينة ووهان، أودى (كورونا) المستجدّ بأكثر من 500 ألف شخص في العالم. وسجلت إصابة أكثر من عشرة ملايين شخص، تعافى نحو نصفهم.
وأثبتت أعمال الباحثين في معهد دراسة الفيروسات في ووهان أن تسلسل جينات فيروس (كورونا) المستجد مشابه بنسبة 80 في المائة لتسلسل جينات السارس الذي تسبب بوباء أيضا في عامي 2002 و2003، وبنسبة 96 في المائة لتسلسل جينات فيروس (كورونا) الموجود عند الخفافيش.
وتتفق غالبية الباحثين على القول إن فيروس (كورونا)، سارس-كوف-2، نشأ على الأرجح لدى الخفافيش، لكن العلماء يعتقدون أنه مر عبر فصيل آخر من الحيوانات لا يزال مجهولا قبل أن ينتقل إلى الإنسان.
ويأمل العلماء في العالم وكذلك منظمة الصحة العالمية بالعثور على هذه الحلقة المفقودة بهدف فهم أفضل لما حصل، للتمكن من تجنب تفشي وباء جديد.
وللنقاش حول مصدر الفيروس أيضا تبعات دبلوماسية، إذ إن الولايات المتحدة تتهم المختبر الصيني في ووهان بأنه مصدر الفيروس، الأمر الذي تنفيه بكين.
وقال المدير العام للمنظمة “غدا، يكون قد مرت ستة أشهر منذ تلقت منظمة الصحة العالمية التقارير الأولى بشأن مجموعة إصابات بالتهاب رئوي مجهول السبب في الصين”.
وأضاف “قبل ستة أشهر، لم يكن أحد بيننا بإمكانه تخيّل كيف سينقلب عالمنا وحياتنا جراء هذا الفيروس الجديد”.
وقال مدير المنظمة “نريد جميعا أن ينتهي ذلك. لكن الواقع الصعب هو أن الأمر أبعد ما يكون من نهايته”، مكررا أن الوباء “يتسارع” في الوقت الحالي.
وتابع “سبق أن خسرنا كثيرا من الأمور، لكن لا نريد أن نفقد الأمل”.
وحذر من أنه في ظل “عالم منقسم” و”نقص في الوحدة الوطنية والتضامن العالمي، (…) ترقبوا الأسوأ”.
وأشار إلى أن لقاحا سيكون “أداة مهمة” للسيطرة على الفيروس على المدى الطويل، داعيا الحكومات والمواطنين إلى وضع “حلول بسيطة” بهدف “إنقاذ الأرواح الآن”.
ودعا الحكومات إلى “إجراء فحوص وتعقّب وعزل وفرض حجر صحي على المصابين”. وطلب من الأشخاص احترام تدابير النظافة ووضع كمامات عندما تكون ضرورية واحترام قواعد التباعد الاجتماعي.
وأكد غيبريسوس أن “الفيروس يتفشى بطريقة شرسة”.
والولايات المتحدة هي الدول الأكثر تضررا من الوباء في العالم تليها البرازيل، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، فرنسا.
وقال مدير برنامج الطوارئ في المنظمة، مايكل راين إن البرازيل، تسجل “حالة وفاة من أصل كل أربع وفيات في القارة”، مشجعا هذا البلد على توحيد جهوده أكثر لمواجهة الفيروس.