لا شك في أن موقع «Wikipedia» يُعد من أضخم وأعظم الموسوعات الشاملة على الشبكة العنكبوتية، بل أشهرها على الإطلاق؛ إذ إن الكم الهائل من المعلومات والمقالات المتدفقة من بحر هذه الموسوعة على مدار الثانية لا يَنضب، ولا يَضيق، وإنما يتسع بشكل مُهول ومُخيف، هذا بالإضافة إلى أن الموسوعة متعددة اللغات؛ فعدد المقالات التي كُتبت باللغة العربية مثلًا، يصل إلى 562,717، وهو رقم ضئيل جدًا إذا ما قارناه بما كتب باللغة الإنجليزية أو الفرنسية؛ حيث يصل رقم المقالات التي كتبت بلغة شكسبير إلى 5,592,00، ولغة موليير إلى 1,966.000، بينما عدد المقالات المُحررة باللغة الصينية يبلغ 996,686 مَقالًا حتى كتابة هذه الأسطر.
التأسيس لمشروع ويكيبيديا
ما مدى مصداقية وموثوقية ويكيبيديا كمصدر للمعلومة؟
على الرغم من كون ويكيبيديا أعظم موسوعة شاملة، يُساهم فيها الجمهور، إلا أنها لا تُعد مصدرًا موثوقًا للمعلومة؛ فقد وقعت المرشحة الرئاسية الفرنسية السابقة سيغولين رويال في خطأ فظيع بسبب إشادتها بعظمة البطل ليون روبيرت ألستران، وعن إعلائه للقيم الفرنسية في القرن الثامن عشر، ورفضه الإتجار بالعبيد، وعلى امتلاكه سفينة، رغم أن هذه المعلومة لا أساس لها من الصحة والوجود؛ إذ اكتشف الطلبة الذين حققوا في أمر هذا البطل، أن المرشحة جلبت معلوماتها من مقال على ويكيبيديا، ظل لسنوات عديدة دون تصحيح أو تعديل.
في 2010 أشار طارق القزيري في مقابلة على إذاعة هولندا العالمية إلى أن ويكيبيديا العربية تعكس الواقع العربي بشكل عام، فالمساهمات القليلة فيه تقلل من احتمالية مراجعة المقالات وتطويرها وتحديثها، كما أن الاستقطاب السياسي للمشاركين له دور في زرع انحيازاتهم بداخل المقالات التي يكتبونها.
أغلب مواضيع ويكيبيديا يَكتبها أعضاء، وهم في الغالب غير مختصين ولا خبراء، وبالتالي فأغلب المقالات التي تُكتب تفتقد إلى المصداقية والموثوقية، ولهذا السبب يرفض العديد من الأساتذة الجامعيين الاستشهاد بويكيبيديا كمصدر في الأبحاث، إذ إن الاستشهاد بها يُشبه إلى حد كبير الاستشهاد بموقع (Google)، وليس بنتائج البحث ذاتها.
يوجد في نهر بعض الموسوعات ما لا يوجد في بحر ويكبيديا
- Britannica – الموسوعة البريطانية.
- Google Scholar – الباحث العلمي.
- Ancient History Encyclopedia – موسوعة التاريخ القديم.
- The Canadian Encyclopedia – الموسوعة الكندية.
- Internet Encyclopedia of Philosophy – موسوعة الإنترنت الفلسفية.