رغم نجاح جزيرة هوكايدو اليابانية في احتواء فيروس (كورونا) مبكرا بعد ثلاثة أسابيع من الحجر الصحي العام، تفشى الفيروس مرة أخرى.
واضطرت الجزيرة اليابانية إلى إعادة إجراءات الحجر الصحي العام بعد 26 يوما وقفه، بعدما تفشت موجة ثانية من الفيروس أقوى من سابقتها في الجزيرة.
وقال رئيس جمعية هوكايدو الطبية، كيوشي ناغاسي، لمجلة (تايم) الأميركية، «أنا نادم حاليا، ما كان يجب رفع حالة الطوارئ الأولى».
ويحيل خبراء أزمة هوكايدو إلى سرعة رفع إجراءات الغلق والحجر الصحي العام، تحت ضغط الأعمال التجارية المحلية، إلى جانب شعور زائف بالأمان بخصوص انخفاض معدل الإصابات بالفيروس.
من جانبه، يرى كازوتو سوزوكي، نائب رئيس كلية السياسة الدولية بجامعة هوكايدو، إن قصة الجزيرة توضح «ما قد يؤول إليه الأمر في الولايات المتحدة، في ظل فتح حكام الولايات المجال العام مرة أخرى بشكل منفرد، وبالطبع لا يمكن إغلاق حركة المرور بين الولايات، لكن سيحتاج الأمر إلى وضع عناصر التحكم في مكانها».
«ما نعرفه الآن، هو أنه حتى لو استطعت التحكم في موجة الإصابة الأولى، فلا يمكنك الاسترخاء”، يضيف سوزوكي.
وتعتبر جزيرة هوكايدو ضمن أولى المناطق اليابانية استجابة للفيروس وبشكل حاسم، حيث أعلن حاكم الجزيرة حالة الطوارئ في 28 فبراير بعد وصول حالات الإصابة إلى 66.
وبعد إعلان حالة الطوارئ، أغلقت المدارس والمطاعم والمتاجر، رغم عدم تطبيق ذلك إجباريا، وقد تحسن الوضع في أواسط مارس حيث انخفضت حالات الإصابة ووصلت إلى صفر في بعض الأيام، في ظل شكاوى متزايدة من أصحاب الأعمال.
وتأثرت هوكايدو اقتصاديا بشدة نتيجة تأثر مصدري دخلها الرئيسيين، وهما الزراعة والسياحة، فيما أفلست نحو 50 شركة أغذية معالجة.
وفي 18 مارس، قرر حاكم الجزيرة ناوميشي سوزوكي فتح الحياة العامة مرة أخرى، مع حث السكان على تحجيم الأنشطة الاجتماعية، والبقاء في المنزل إذا شعر أحدهم بالإعياء.
وما هي إلا أيام حتى تفشت الموجة الثانية من إصابات كورونا، وبحلول 9 أبريل، أي بعد ثلاثة أسابيع من تخفيف إجراءات احتواء الفيروس، وصلت حالات الإصابة في اليوم الواحد لمعدل قياسي جديد، كان 18 حالة.
وبحلول 14 أبريل، اضطرت الجزيرة إلى إعلان حالة الطوارئ مجددا، بعد تسجيل 279 حالة مصابة بكورونا، أي بزيادة 80 بالمئة مقارنة بنسبة الإصابة قبل تخفيف إجراءات احتواء المرض، وقد وصلت حالات الإصابة الأربعاء الماضي إلى 495 حالة.