شعب لا يعرف كيف يدبر جمع نفاياته المنزلية ويحتاج إلى شركات أجنبية لجمع أزباله.. هو فعلا شعب في أحط درجات التخلف والجهل.
تصوروا.. في الدار البيضاء، قرر المسؤولون المنتخبون صرف 890 مليون درهم، أي 89 مليار، لشركة لبنانية – فرنسية مختلطة لتشرف على جمع الأزبال.
المصيبة أن لبنان هو مثال دولي صارخ للفشل في تدبير النفايات، وأن الشركة المتعاقدة لن تحتاج إلى القيام بمعجزة.
فعمال النظافة مغاربة يحفظون النظام ويعرفون الشوارع والأزقة، وكدسوا خبرة طويلة في المجال. والشاحنات والسائقين والأطر كلهم مغاربة عملوا طويلا في الميدان. فماذا ستعطي الشركة الأجنبية؟
لون أن الأمر كان يتعلق بالطاقة الذرية أو بالطب الروبوتي أو الهندسة الجينية لفهمنا.. ولكن جمع الأزبال لم يكن يحتاج إلا لشيء واحد ينقصنا وهو: حسن التدبير والقضاء على الفساد بكل مظاهره والإهمال، والسرقة، والمحسوبية، والاحتيال، والتلاعب وكل القائمة.
إنه فعلا عار وأمر حاط بالكرامة الوطنية.