تبدأ في الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الإثنين، أول تجربة على البشر للقاح محتمل أن يُستخدم للحماية من فيروس كورونا القاتل، الذي يجتاح العالم ويُزيد بشكل يومي أعداد الوفيات والمصابين.
وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، قالت إن مؤسسة المعاهد الصحية الوطنية بالولايات المتحدة هي مَن يموّل تجربة اللقاح، موضحةً أن 45 شخصاً تطوعوا لإخضاع أنفسهم للتجربة.
لكن على الرغم من أن هذه التجارب تمثل بارقة أمل للدول ومواطنيها في احتمالية التخلص من كورونا، فإن الوكالة الأمريكية نقلت عن مسؤولين في الصحة العامة قولهم إن “التحقق بشكل كامل من صحة أي لقاح مُحتمل سيستغرق من عام إلى 18 شهرا”.
وفي هذا الصدد أوضح الطبيب أنتوني فوسي، وهو مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، أنه “حتى إذا سارت تلك الاختبارات الأولية بشكل جيد فنحن نتحدث عن عام إلى عام ونصف قبل أن يصبح أي لقاح جاهزاً للاستخدام على نطاق واسع”.
ومن المفترض أن يأخذ المتطوعون جرعات مختلفة من اللقاح اليوم، وقد تم تطويره بشكل مشترك من قبل شركتي NIH و Moderna Inc.
ويعتمد اللقاح الذي سيخضع للتجربة على دفع الخلايا البشرية لإنتاج بروتينات قد تجنب الإصابة بالفيروس أو تعالجه، وفي المرحلة الأولى من التجربة ستختبر الجرعة اللازمة لاستنفار الجهاز المناعي لدى الشخص، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
من جانبها أشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه ليس هناك من احتمال بأن يُصاب المتطوعون بفيروس كورونا؛ لأن جرعات التجربة نفسها لا تحمل الفيروس نفسه، فضلاً عن أن هدف التجربة في المرحلة الحالية هو التأكد من ألا يؤدي اللقاح إلى آثار جانبية مقلقة، وذلك تمهيداً لإجراء تجارب أخرى واسعة النطاق فيما بعد.
بالموازاة مع هذه التجربة، تتسابق عشرات المجموعات البحثية في جميع أنحاء العالم للتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا، وتختبر هذه المجموعات أنواعاً مختلفة من اللقاحات، التي تم تطويرها عبر تقنيات جديدة أسرع وأكثر فاعلية في إنتاجها من التطعيمات التقليدية، حتى أن بعض الباحثين يعملون على لقاحات مؤقتة، قد تحمي صحة الأشخاص لمدة شهر أو شهرين، بالتزامن مع تطوير حماية تدوم لفترة أطول.