شوراق من طينة رجال الدولة الكبار. هذا ما أظهره عامل إقليم الحسيمة منذ تعيينه بهذا المنصب من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، قبل أن يثبته أكثر على أرض الواقع، أمس الاثنين. فخلال ترأسه جلسة عمل حول برنامج “الحسيمة منارة المتوسط” عقدت بمقر عمالة الإقليم، أكد فريد شوراق أن وزارة الداخلية لم تخطئ بوضع الثقة فيه لتولي هذه المهمة في ظرفية حساسة تمر منها منطقة عاشت فترة عصيبة بسبب حراك اجتماعي تحول إلى أداة في يد أشخاص يسعون إلى تنزيل أجندات مشبوهة لجهات معادية للمملكة.
وجاء هذا التأكيد بتقديم رسائل طمأنة على أن المشاريع تسير وفق الجدول الزمني المسطر لها من خلال استعراض الجهود الحثيثة التي يشرف عليها شخصيا لإخراج هذا البرنامج إلى حيز الوجود، والتي كشف حصيلة منجزاتها إلى اليوم بعد زيارة ميدانية قام بها رفقة عدد من المسؤولين تتقدمهم نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ورئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران بدر كانوني.
ومنذ توليه هذا الكرسي في 2017 أبان الرجل عن قدرة هائلة بوضع استراتيجيات تنموية أمنية واقتصادية ساهمت في فتح صفحة جديدة مع ساكنة الإقليم، التي خلف لديها انطباعا جيدا بحرصه الدائم على تفقد كل المشاريع والوقوف على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بتدبير شأنهم اليومية، إلى جانب اعتماد أسلوب حديث في التواصل يعتمد على القرب أكثر من المواطنين والإنصات إلى مشاكلهم.
ولم يتأتى لشوراق بلوغ هذه المرتبة من فراغ. فالرجل راكم تجربة كبيرة بتدرجه في عدد مناصب المسؤولية والتي جعلته يبتكر أسلوبا خاصا به ومتفرد في التسيير، بعد حصده عدد من الشهادات العليا وهي الإجازة في الحقوق الاقتصادية من جامعة ليون بفرنسا سنة 1977، وديبلوم الدراسات المعمقة منها سنة 1979، كما أنه حاصل على الدكتوراه في العلوم الإقتصادية من نفس الجامعة سنة 1983.
وبدأ شوراق حياته الإدارية كباحث بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا سنة 1979، وشغل ما بين 1983 و1999 منصب أستاذ باحث بجامعة محمد الأول بوجدة، ومن سنة 1984 إلى غاية سنة 1993 عمل كمدير للمعهد المغربي للدراسات العليا بوجدة.
كما عمل ما بين 1993 و 2002 كأستاذ زائر بجامعة ستراسبورغ وكمندوب عام للمعهد الجهوي للتعاون والتنمية، وهو منذ سنة 1993 مستشار إقتصادي لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بوجدة، وعُيّن فريد شوراق إبتداء من 2002 مديرا للمركز الجهوي للإستثمار بالجهة الشرقية، قبل تعيينه عاملا على إقليم الرحامنة، حيث ودع بالدموع والتحسر حتى كادت أن ترفع الشعارات تضامنا على مغادرته في تجاه الحسيمة، حيث عين عاملا على إقليمها في صيف 2017.
