مع حصول ملايين الأشخاص حول العالم على اللقاحات المضادة لفيروس (كورونا) المستجد، يفكر علماء المناعة وخبراء الأمراض المعدية الآن في إجابات لأسئلة جديدة متعلقة بتفشي الوباء مثل: إلى متى ستستمر المناعة التي يوفرها اللقاح؟ وهل سيحتاج الأشخاص الذين حصلوا عليه إلى جرعة معززة بشكل سنوي؟
ورأى موقع “يو بي آي”، الأمريكي، أن الإجابة عن هذه الأسئلة تعد مهمة للغاية، وذلك لأن ضعف المناعة في مواجهة متغيرات (كورونا) الأكثر قوة قد يتسبب في زيادة معدل العدوى في المستقبل، وفي أسوأ السيناريوهات، عودة كاملة للحجر الصحي وعمليات الإغلاق.
ورصد الموقع، في تقرير نشره أول أمس الجمعة، بعض آراء خبراء الصحة الأمريكيين حول الأمر، ونقل عن مدير مجموعة أبحاث اللقاحات في “مايو كلينك”، في مدينة روتشستر، بولاية مينيسوتا الأمريكية، الدكتور جريج بولاند، قوله إن مناعة الشخص دائما ما تنخفض إلى حد ما سواء بعد التطعيم أو العدوى الطبيعية.
وبسؤاله عما إذا كانت مناعة الأشخاص ضد (كورونا) ستتلاشى بشكل سريع، كما هو الحال مع الأنفلونزا أو نزلات البرد العادية، أم أنها ستستمر لفترة أطول كما هو الحال في أمراض مثل الحصبة أو السعال الديكي، قال بولاند: “تنخفض مستويات الأجسام المضادة بمرور الوقت بالنسبة لكل اللقاحات، ولكننا لم نقم بتطعيم الناس ضد (كوفيد-19) من قبل، ولذا فإن الإجابة على هذا السؤال ستظل مفتوحة في الوقت الحالي”.
وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن مناعة الأشخاص تتلاشى بسرعة ضد فيروسات (كورونا) الموسمية، والتي تسبب نزلات البرد، فإن اللقاحات التي جرى تطويرها ضد (كوفيد-19) تخلق مستويات عالية من الأجسام المضادة التي توفر حماية حتى مع تضاؤل عددها.
ونقل الموقع عن مدير مركز اللقاحات بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا، الدكتور بول أوفيت، قوله: “الهدف من هذا اللقاح هو أن يتجنب الناس دخول المستشفى ووحدات العناية المركزة أو الوفاة بسبب كورونا، ووفقاً لهذا المقياس، فإنه من غير المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى جرعات معززة في أي وقت قريب لمعظم أو ربما كل أولئك الذين تم تطعيمهم”.
وأضاف بولند “حتى في مواجهة المتغيرات الأحدث والأكثر عدوى مثل متغير دلتا الذي ظهر في الهند، فقد تمكنت اللقاحات الحالية من منع الأعراض الشديدة بين هؤلاء الذين تم تطعيمهم بشكل كامل”.
وتابع “أعتقد أنه من المرجح أن يتمتع الناس بحماية تدوم طويلا ضد الأعراض الخطيرة والشديدة، وإذا كان هذا هو الهدف فأتصور أن فعالية اللقاحات ستستمر لسنوات”.
ولفت الموقع إلى أنه إذا ثبت صحة توفير اللقاحات لهذا الشكل من الحماية الدائمة، فقد يظل الناس يعانون من بعض أعراض (كوفيد-19) مثل الزكام، لكنهم لن يكونوا بحاجة للذهاب إلى المستشفى.
وقال بولند إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل المدخنين ومرضى السكر والسمنة وكبار السن، قد يحتاجون إلى جرعات معززة في وقت أقرب إذا أظهرت الإحصائيات أنهم يحتاجون إلى المستشفى بمعدلات متزايدة، ولكن قد يتمتع الأشخاص الأصغر سناً الذين يتمتعون بجهاز مناعي قوي بحماية تستمر لسنوات وسنوات، ولكن من السابق لأوانه معرفة ذلك.
