من لا يخدمه الإصلاح في كورنيش عين الذئاب؟

11 أغسطس 2019آخر تحديث :
من لا يخدمه الإصلاح في كورنيش عين الذئاب؟
من لا يخدمه الإصلاح في كورنيش عين الذئاب؟

 

في كل المجتمعات هناك أعداء للإصلاح.. غير أن الاستثناء في حالة المغرب أن هذه الفئة قد تجد لديها استعدادا للتضحية بالوطن، أو حتى استهدافه ب “حقائق مغلوطة” إذا كان هذا الإصلاح لا يخدم مصالحها. مناسبة هذا الكلام معاول الهدم التي أشهرت بكثرة، في الآونة الأخيرة، من قبل بعض أبناء هذا البلد، الذين يسوقون أنفسهم على أنهم “أدوات بناء”، بينما يضمرون نوايا لا تؤمن إلا بالمفهوم الانتهازي “أنا.. ومن بعدي الطوفان”.

 

فهذه الشريحة، وحتى مع بلوغ حالة رضى المواطنين على مشاريع ومخططات نسب مائوية كبيرة، إلا أنك تجدها تبحث عن “أصغر الثغرات” لتصنع من “الحبة قبة” بهدف تعطيل عجلة الإصلاحات أو جعلها تنحرف عن مسارها حتى تأخذ الاتجاه الذي يتوافق مع تحقيق مكاسب شخصية عبر إثارة جدل يفقد المسؤولين ثقتهم في أنفسهم ولو كانوا على حق وكان ما أنجزوه مطابقا للمعايير الدولية.

 

ورغم فشل مساعي سابقة لها إلا أنها لا تيأس من تكرار المحاولة، وهو سيناريو تعيش حاليا آخر مشاهده الدار البيضاء، التي وحتى في ظل تغيير مشاريع ضخمة صورتها، إلا أن هناك من اعتقد أنه وجد الحبة التي أراد أن يصنع منها قبة. والحديث هنا عن كورنيش عين الذئاب الذي تستهدفه هذه الأيام “خرجات مشبوهة”، إذ في كل مرة تطلع جهة لتعلن عن “اكتشافها الثغرة العظيمة” التي ستمكنها من النفاذ إلى هذا الورش وتعطيل ماكينة إصلاحاته التي تنجز بدقة وبمنهجية صارمة تقلق راحة الكثيرين وإظهار أن “المسؤولين مقصرين” في أداء واجبهم.

 

غير أن هذه الصورة المزيفة سرعان ما تعود للتوقف من حيث انطلق تسويقها عندما تلمس كيف تفاعل البيضاويين مع التغييرات التي أدخلت على الفضاء، إذ استحسنوا الشكل الذي أضحى عليه والتعديلات التي أدخلت على بعض مرافقه، وأيضا بعد كشف الغرض المبطن من لعب هذا الدور ألا وهو الضرب، خدمة لأجندة معينة، في مدينة يتطلع صاحب جلالة الملك محمد السادس، المشرف الأول على المشاريع الكبرى في المملكة، إلى أن تقود قاطرة الاقتصاد بالمملكة.

صحيح أن من حق كل واحد منا أن يرتدي ثوب النقد للمساهمة في تقويم الاختلالات والمساعدة في بناء المغرب الحديث، لكن على من يريد أن يتقدم بلده خطوات إلى الأمام أن يحذر من التحول إلى “معاول هدم” تستغلها هذه الفئة التي لا يهمها سوى جني ثمار بذور فاسدة تزرعها في أي مكان حتى داخل الوطن بحثا عن الارتقاء في المكانة الاجتماعية ولو بأساليب دنيئة.

المصدر (آش24)
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق