“مريكان شافت بنادم الجاهل كثر ودارت كورونا” .. الجهل أفتك وباء عرفته البشرية

alt=
ذو اليزن

هذا الصباح توجهت لصيدلية لشراء بعض الأدوية، عند وصولي إليها لفت انتباهي اصطفاف مواطنين و تركهم لمسافة متر تقريبا أمر فرحني و حسيت باللي ولينا مجتمع واعي و مسؤول على افعالو ، دقائق قليلة توافد على الصف رجل و امرأتان يبدو جليا تجاوزهم لسن 65 . فتغير بعدها المشهد المفرح تماما و عدت من جديد بفكرة ” باقي خاصنا بزاف باش نتقدموا “.

حان دوري للتحدث إلى صيدلانية ( 40 سنة تقريبا)  لتسلمني طلبيتي ، و فجأة صوت مناوشات من خلفي.

– آلالة شدي صف، الرجل الذي ذكرته مسبقا لأمرأة وافدة طاعنة في السن.

–  المرأة : مبغيتش الدوة بغيت غير نسول.

صوت آخر لسيدة من اللواتي قدمن أولا إلى الصيدلية :  راه كاملين بغينا نسووا شدي الصف الله يرحم الوالدين.

كل هذا لم يمنع العجوز من ان تتمسك بموقفها وان تلازم مكانها حتى نالت ما أرادته و انصرفت .

عودة إلى حال كاتب هذه الأسطر ، أحضرت الصيدلانية الدواء لي و تحدثنا عن طريقة استعماله وكبغثة الموت وجه الرجل بفارق سنتيمترات قليلة عن وجهي :  ( دوا مزيان هذا دقة بطلة) .

بدون أن أشعر ( أشريف خلى متر بيني وبينك راه الجهات المختصة عطات نصائح لتجنب انتشار كورونا ) انفجر الحاضرون  بالضحك بما فيهم الصيدلانية و كأنهم يشاهدون ” سكيتشا” لأحد الفكاهيين .

– الرجل : ما تخافش رآه غير كلام هذاك ماكين والو من دكشي.

في استغراب انظر إلى قهقهة الصيدلانية و إلى لون أسنانها الأصفر صفرة صبغة شعرها و قلت في نفسي : ( الفقيه اللي معولين على براكتو دخل للجامع ببلغتو ! يا سلام مرحبا بك كورونا بيننا )  السيدة التي من المفروض أن تنصح الناس و توعيهم جاهلة بدورها.

اخدت دواءي وخرجت من الباب فإذا بشاب (35 سنة تقريبا)  ” خويا متصدعش راصك معا هادوا راه مريكان شافت بنادم الجاهل كثر ودارت كورونا  ” .

عبارة لازمت طبلتا أدني حتى كتابة هذه الأسطر لأقول في الأخير .

( إضافة إلى  كورونا يبقى فيروس الجهل و فيروس الإستهتار  أفتك الأوبئة التي يحملها بعض المغاربة ،  وفي شوق لإيجاد ترياق لها… يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله كورونا بحامليه)

 

Click to resize
إلغاء الاشتراك من التحديثات
Exit mobile version