مجزرة نيوزلندا..حقائق صادمة

18 مارس 2019آخر تحديث :
مجزرة نيوزلندا..حقائق صادمة
لمياءالزيدي

   مازالت مجزرة المسجدين في نيوزيلندا تثير ردود فعل وكشف حقائق صادمة، وجديدها اعتراف رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن أمس الأحد 17 مارس، أن مكتبها تلقّى الجمعة “بياناً” من المسلّح الذي قتل 50 شخصاً في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش قبل دقائق من حصول الاعتداء. وأوضحت أرديرن لصحافيين “كنت واحدة من أكثر من 30 متلقّياً للبيان الذي أُرسل قبل تسع دقائق من حصول الاعتداء”، وأشارت إلى أنّ البيان “لم يتضمّن أيّ موقع أو تفاصيل محدّدة”، مضيفة أنّه جرى إرساله إلى أجهزة الأمن خلال دقيقتين من استلامه.

وقالت رئيسة الوزراء إنّها قرأت “عناصر” من هذا “البيان” الواقع في 74 صفحة والذي برّر فيه مطلق النار أسباب المجزرة التي ارتكبها، واعتبرت أنّ “وجود بيان ايديولوجي لوجهات النظر المتطرّفة هو بالطبع أمر مقلق للغاية”.

وقال مفوض الشرطة في نيوزيلندا مايك بوش إن عدد قتلى الهجوم على المسجدين في مدينة كرايست تشيرش ارتفع إلى 50 بعد عثور المحققين على جثة أخرى بأحد المسجدين، وأضاف بوش في مؤتمر صحفي أن جثث ضحايا الهجوم لم تُسلم بعد إلى أسرهم لأن التحقيقات لا تزال مستمرة، لكن الشرطة تبذل قصارى جهدها من أجل ذلك، وذكر بوش أنه لا يعتقد أن ثلاثة أشخاص آخرين احتجزوا الجمعة ضالعون في الهجوم.

ووجهت السلطات تهمة القتل إلى الأسترالي برينتون هاريسون تارانت (28 عاماً) الذي يشتبه بكونه متعصباً يعتقد بتمييز العرق الأبيض. ومثل تارانت أمام المحكمة الجزئية في كرايست تشيرش مكبل اليدين ومرتدياً ملابس السجن البيضاء، وجرى حبسه على ذمة القضية. ومن المقرر أن يمثل ثانية أمام المحكمة في الخامس من أبريل وقالت الشرطة إن من المرجح أن يواجه اتهامات أخرى.

أعمار الضحايا بين ثلاثة و77 عاماً

    وتتراوح أعمار المصلّين الذين قُتلوا في الاعتداء الذي استهدف مسجدَين في مدينة كرايست تشيرش بين ثلاثة و77 عاماً، بحسب لائحة غير نهائيّة للضحايا وضعتها عائلاتهم، ولم تُعلن السلطات رسمياً حتّى الآن هوّيات الضحايا. لكنّ هذه اللائحة التي وضعتها العائلات وتتعلّق بـ 48 من أصل 50 شخصاً أطلق عليهم المتطرّف الأسترالي برينتون تارانت النار، تعطي فكرة عن تنوّع جنسيّات الضحايا، وتضمّ هذه اللائحة أسماء 44 رجلاً وأربع نساء. وينكب المحققون منذ يوم الجمعة على تحليل مواقع عدة، من بينها مسجدا النور ولينوود والمنزل الذي كان يقيم فيه مطلق النار والواقع في مدينة دندين جنوب شرق نيوزيلندا. إلا أن صبر أقارب الضحايا بدأ ينفذ وعبروا عن رغبتهم في استعادة الرفات والبدء بالتشييع. وحاولت رئيسة الوزراء النيوزيلندية تبديد سخطهم الأحد. وقالت “يمكنني أن اؤكد أننا سنبدأ بتسليم رفات الضحايا إلى الأسر اعتباراً من مساء يوم الأحد”. وذكرت أن عملية تسليم الجثث ستكتمل بحلول الأربعاء المقبل.
في موازاة ذلك، ذكرت السلطات إن 34 جريحاً لا يزالون في المستشفيات، من بينهم ألين الساطي (4 سنوات) التي أُصيبت بجروح بالغة. وكانت الطفلة مع والدها، الأردني وسيم الساطي في مسجد النور حين أُصيبت بثلاث رصاصات على الأقل. وقال الساطي من على سريره في المستشفى قبل خضوعه لعملية جراحية في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك “أرجوكم صلوا لأجل ابنتي ولأجلي”. وكان الساطي هاجر إلى نيوزيلندا في العام 2014.

أعمال بطولية

    وأثارت المأساة صدمةً كبرى في نيوزيلندا، البالغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، يشكّل المسلمون 1 في المئة منهم، والمعروفة بهناء العيش فيها وبمستوى الإجرام المتدني وبتقاليد الحفاوة بين أبناء شعبه.
ويكتشف النيوزيلنديون تدريجياً “تفاصيل مروعة عن المجزرة”، وأيضاً “أعمالاً بطولية” حصلت في ذلك اليوم المشؤوم.
ونشر موقع “ستاف.كو.إن زي” الإخباري شهادة، عبد العزيز الأفغاني الأصل الذي وصِف بـ “البطل” بعدما جازف بحياته لطرد القاتل. وروى عبد العزيز (48 سنة) أنه عند سماع إطلاق نار، هرع إلى خارج مسجد لينوود تاركاً فيه ابنيه (5 و11 سنة). وطارد مطلق النار أثناء توجهه إلى سيارته لجلب قطعة سلاح جديدة، فتسلل بين سيارات مركونة وتمكن من السيطرة على قطعة سلاح كان المهاجم تركها لنفاد الذخيرة منها.
ويروي عبد العزيز أنه بعدما استولى على السلاح المتروك “رماه كالسهم على سيارته فحطم زجاجها”، مضيفاً أن “هذا ما أخافه” فغادر المكان. وقد يكون ذلك ساهم في تجنب سقوط عدد أكبر من الضحايا لأن الشرطة أوقفت القاتل بعد ذلك بفترة قصيرة.
أما داود نبي، الأفغاني البالغ من العمر 71 سنة، فقُتل وهو يحاول إنقاذ مصلين في مسجد النور.
وكان المسنّ الأفغاني فرّ من بلاده في السبعينات ويقيم منذ أكثر من 40 سنة في نيوزيلندا التي يصفها بأنها “قطعة جنة”، وفق ما قال ابنه عمر لوكالة فرانس برس.
وقال عمر لموقع “ستاف.كو.إن زي” الإخباري “علمت من والد أفضل أصدقائي أن والدي سارع لإنقاذ أحد الأشخاص فقضى بدوره”. وقال اذان علي (43 سنة) المتحدر من فيدجي والذي كان في مسجد لينوود مع والده عند إطلاق النار “أولادي خائفون”.
وتفاعل المواطنون النيوزيلنديون مع دعوات التضامن العابرة للديانات، فجُمعت ملايين الدولارات، والتبرعات بالطعام الحلال. كما تطوع البعض بمرافقة المسلمين الخائفين من السير بمفردهم في الشوارع بعد تلك الجريمة. وكُتب على يافطة كبيرة عُلقت قرب موقع تكدست فيها باقات الورد “نقف إلى جانب المسلمين أخواننا وأخواتنا”.
وتجمع مسيحيون من طائفة الأنغليكان في مدينة كرايست تشيرش للصلاة الأحد عن نفس الضحايا في كنيستهم التي يطلقون عليها اسم “كاتدرائية الكرتون” التي شُيِّدت بعد زلزال ضرب تلك المنطقة في العام 2011.
وقال الأب لورنس كيمبرلي “بعد الهزات الأرضية تعلمنا خلال الأوقات العصيبة أنه ليس هناك أفضل من التضامن. آن الأوان لنقوم بذلك مجدداً. نحن متضامنون مع المسلمين”.

رشق مشرّع يميني أسترالي ببيضة

    وفي تطور لافت، قالت الشرطة الأسترالية إنها تجري تحقيقاً بعد أن ألقى مراهق بيضة على مشرّع يميني أنحى باللائمة في الهجوم على مسجدي نيوزيلندا على نظام الهجرة فيها، وأظهر مقطع مصور نال مشاركة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي المراهق وهو يقترب من خلف السناتور فريزر آنينج خلال مناسبة سياسية قبل أن يضرب البيضة في مؤخرة رأسه، وحاول آنينج دفع الشخص قبل أن يجري طرحه على الأرض. وقوبل آنينج بإدانة واسعة النطاق في أعقاب تصريحات قال فيها إن سبب الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا هو السماح “لمتعصبين مسلمين” بالهجرة إلى البلاد.

وندد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون “بخلط  بين هذا الهجوم الإرهابي المروع وقضايا الهجرة، في هجومه على الدين الإسلامي بصورة خاصة”، وقال في تصريحات للصحفيين “هذه التصريحات مفزعة ولا مكان لها في أستراليا”.

فيسبوك حذفت 1.5 مليون فيديو

    قالت شركة فيسبوك إنها أزالت 1.5 مليون فيديو في أنحاء العالم للهجوم على مسجدي نيوزيلندا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد الهجوم، وأوضحت في بيان “حذفنا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى 1.5 مليون فيديو للهجوم في أنحاء العالم، منها أكثر من 1.2 مليون جرى حجبها عند التحميل”.

وذكرت الشركة أنها تزيل أيضاً كل النسخ المحررة من الفيديو والتي لا تتضمن محتوى مصوراً وذلك احتراماً للأشخاص الذين تأثروا بالهجوم وبواعث قلق السلطات المحلية.

المصدر (وكالات)
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق