لطيفة أخرباش: توظيف العاطفة في المحتويات الإعلامية يفقد الصحافة مصداقيتها

20 نوفمبر 2019آخر تحديث :
لطيفة أخرباش: توظيف العاطفة في المحتويات الإعلامية يفقد الصحافة مصداقيتها
آش24///

 

أكدت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) أمس الثلاثاء بيانودي، أن “توظيف العاطفة في المحتويات الإعلامية يفقد الصحافة مصداقيتها ويسهم في التوجيه والتلاعب بالآراء”.

 

وقالت أخرباش خلال طاولة مستديرة ضمن أشغال الدورة ال 48 لاجتماعات الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية، التي تستضيفها العاصمة الكاميرونية إلى غاية 22 نونبر الجاري إن “العاطفة أصبحت الوسيلة المفضلة والمتكررة لجذب انتباه مستهلكي وسائل الإعلام، وغالبا ما يتم ذلك على حساب التحقيق والتحليل والسياق التي تعد أسس مهنة الإعلام مسجلة أن “الإفراط في توظيف العاطفة في المحتويات الإعلامية يسهم في التلاعب بالآراء ويرسخ من تأثير الشعبوية”.

 

وتابعت أخرباش التي تشارك في الاجتماعات على رأس وفد يضم أيضا كلا من خليل العلمي الإدريسي عضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري وكريم بن داود المكلف بالتواصل في الهيئة أن “العاطفة التي تعد الأداة الأساسية في جذب الانتباه الجماعي والفردي، باتت تمثل جزءا من استراتيجية التوجيه والتلاعب التي برزت بشكل كبير في سياق الاقتصاد الجديد للتواصل وأنشئت في ظل التحول الرقمي، منطلقة من اعتبار أن وقت واهتمام مستهلكي وسائل الإعلام أصبحا مورد نادر”.

 

وأشارت رئيسة الهيئة، في هذا الصدد، إلى محاكاة المحتوى والممارسات التي نتجت عن التنافس بين وسائل الإعلام التقليدية والشبكات الاجتماعية الرقمية، وهي الظاهرة التي تسهم، حسب قولها، في تفاقم الإدمان العاطفي لدى الجماهير إزاء وسائل الإعلام وتؤثر على تصوراتهم.

 

وشددت أخرباش على أنه “إذا كانت العاطفة ملاذا تقليديا ولا غنى عنه للوصول إلى الضمائر وتسهيل استيعاب المعلومة وإثارة التعاطف، فلا يمكن، من دون المساس بمصداقية الصحافة، أن يمثل المعيار الحصري لاختيار وتصنيف المعلومة”، مشيرة في هذا السياق إلى حضور كبير للخوف في وسائل الإعلام الرقمية والكلاسيكية سواء في بلدان الشمال أو في بلدان الجنوب.

 

وقالت “إن المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرة والإرهاب والإسلام توضح هذا التوظيف للعاطفة التي تشارك بالتالي في انتشار الشعوبية والتطرف”.

 

وافتتحت اليوم بيانودي، أشغال الدورة 48 لاجتماعات الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية التي يرأسها حاليا السنغالي مادامبال دياني، بمشاركة نحو 400 من مهنيي وسائل الإعلام من أزيد من 60 بلدا.

 

وشارك من المغرب أيضا عدد من الإعلاميين من بينهم مريم ودغيري رئيسة القسم المغربي ونائبة رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية وعبد المنعم ديلمي الرئيس الفخري لنفس المنظمة.

 

ويعد الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية الذي أنشئ عام 1950، أقدم جمعية فرنكفونية معترف بها من طرف المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة، والمنظمة الدولية للفرنكفونية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

 

وعمل الاتحاد، منذ نشأته، على تطوير علاقاته في العالم، ويضم اليوم أزيد من 3000 صحفي ومسؤول ومحرر بالصحافة المكتوبة والسمعية البصرية من 110 بلدان ومنطقة بالعالم.

المصدر (و.م.ع)
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق