(كوفيد – 19).. وأسرار الجلطة الدموية

7 أغسطس 2021آخر تحديث :
(كوفيد – 19).. وأسرار الجلطة الدموية

 

أثار مرض (كوفيد-19)، الناجم عن الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد، حيرة الباحثين، بسبب ما يحدثه من أعراض شديدة لا يمكن التنبؤ بها. وفي حين أن معظم المرضى يعانون أعراضا خفيفة أو لا تظهر عليهم أية أعراض فإن أعدادا ليست بالقليلة تمر بفترات عصيبة.

من أكثر ما يهدد حياة المريض هو الإصابة بالجلطة الدموية، والتي كشفت عن نفسها بعد فترة من ظهور الموجة الأولى من الجائحة، وحلت لغز عدد من المشاكل الصحية المصاحبة للمرض؛ منها مشاكل التنفس. ما زال الأطباء يبحثون عن المزيد من تفاصيلها؛ حيث إنها العامل الأكثر أهمية في مشهد البحث عن سبل إنقاذ المرضى وخفض مستوى الخطر.

دور مزدوج

الصفائح الدموية عبارة عن أجزاء صغيرة من الخلايا تحتوي على حبيبات التخثر التي تلعب دورا رئيسيا في كل من تخثر الدم والاستجابة المناعية.

على هذا النحو تسهم في سد الوعاء الدموي في حالة تعرضه للجرح أو النزف، ما يوقف فقد المزيد من الدم؛ لكنها أيضا قد تتسبب في تكون الجلطة غير الطبيعية. أثناء العدوى الفيروسية تشارك الصفائح الدموية في تجلط الدم المناعي إلى جانب هاتين العمليتين.

ويظهر مرضى (كوفيد-19) دليلا على نشاط الصفائح الدموية مع ارتفاع التعبير عن سيليكتين P- حتى في الصفائح الدموية التي تكون في حالة استراحة، مع وجود تكتلاتها المرتبطة بخلايا الدم البيضاء (الكريات البيض) في الدورة الدموية. يزداد تراكم الصفائح الدموية أيضاً مع ارتفاع مستويات الثرموبوكسان (جزيء محفز للتخثر).

حجم الصفائح الدموية

بدأت أسرار الجلطة المصاحبة ل(كوفيد-19) تتكشف شيئا فشيئا، فقد توصل العلماء من خلال دراسة جديدة ومثيرة إلى القيمة التنبؤية المحتملة لحجم الصفائح الدموية في هذه الحالة. ففي الأغلب يصاب المريض الذي يعاني الإعياء الشديد بجلطات في الأعضاء الحيوية، مما يؤدي إلى مزيد من المضاعفات. من المعروف أن حجم الصفائح الدموية مؤشر جيد على التنشيط.

وأظهرت الدراسة أن نسبة الخلايا الكبيرة في الصفائح الدموية هي إشارة رئيسية لنشاط الصفائح الدموية في مرض (كوفيد-19) ويمكن اكتشافها منذ بداية دخول المريض للمستشفى؛ لذلك يمكن أن تصبح وسيلة لفرز المرضى وتحديد المعرضين لمخاطر عالية قبل أن يصابوا بمضاعفات التخثر. ستكون هناك حاجة لمزيد من البحث المرتقب للتصديق على هذه النتيجة، ولتحديد عتبات موثوقة ذات فائدة سريرية.

نشاط زائد

يعد بعض العلماء أن هذه الحالة من فرط نشاط الصفائح الدموية هي سبب تجلط الدم المصاحب ل (كوفيد-19)، خاصة وأن تعداد الصفائح الدموية ينخفض قليلا لدى هؤلاء المرضى. في الواقع يرتبط الانخفاض المستمر في الصفائح الدموية بارتفاع معدل الوفيات في هذه الحالة.

ويظهر مرضى (كوفيد-19) الذين أصيبوا بمشاكل رئوية حادة زيادة في عدد خلايا النواء (خلايا كبيرة الحجم) الرئوي. قد يشير هذا إلى إنتاج خلايا النواء التعويضية في هذا العضو؛ وهو موقع بارز للإنتاج، بسبب استهلاك الصفائح الدموية في الحالة النشطة التي يسببها المرض.

حالة المريض

استمر العلماء في البحث في تفاصيل الصفائح الدموية ومدى أهمية دور حجمها في حدوث مضاعفات لدى المصابين بفيروس (كورونا)، قاموا بذلك مستخدمين التقنيات الحديثة وعلامات تنشيط الصفائح الدموية، لتقييم حالة نشاطها لدى المرضى. من الجيد أن تلك التقنيات غير مكلفة وتسفر عن نتائج سريعة مما يجعلها مناسبة للممارسة السريرية. تضمن البحث أيضاً مراجعة دراسات سابقة تتعلق بالشكل الخارجي للصفائح الدموية.

وأظهر التحليل زيادة حجم الصفائح الدموية لدى المصابين ب (كوفيد-19) الشديد، مقارنة بالمرضى الأقل تعرضا للخطر، وتبين كذلك أن تلك الزيادة في الحجم ناجمة عن تورم الصفائح الدموية بمرور الوقت عقب التجمع. على الرغم من أن الاختلاف كان طفيفا فإنه عندما تم استخدام دخول المريض وحدة العناية المركزة كمعيار وحيد لتحديد شدة المرض كان الفرق أكبر.

وتشير هذه النتائج إلى أن حجم الصفائح الدموية يمكن أن يكون مؤشرا صحيحا لشدة المرض والوفيات، وعلى الرغم من المرض الشديد -مع نشاط جهاز المناعة والتخثر- فإن تعداد الصفائح الدموية ظل طبيعيا إلى حد ما، مما يشير إلى زيادة إنتاج الصفائح الدموية، لمواكبة زيادة الاستهلاك.

تفاصيل الجلطة

الصفائح الدموية الأكبر، المقابلة للصفائح الدموية الأصغر، لها تعبير أكبر عن مستقبلات السطح ومحتوى ما يطلق عليه (ATP)، كما أنها أكثر نشاطا في النسخ وتربط الفيبرينوجين إلى حد كبير.

في هذه الدراسة كشف الباحثون عن حجم أكبر للصفائح الدموية مما يشير إلى أن (كوفيد-19) الحاد مرتبط بانخفاض طفيف في عدد الصفائح الدموية مما يؤدي إلى حدوث تضخم النوى التعويضي وإطلاق أعداد أكبر من الصفائح الدموية الكبيرة غير الناضجة. يرى الباحثون أن هذه قد تكون إحدى الآليات التي تفسر ارتفاع معدل تجلط الدم لدى مرضى (كوفيد-19).

هذه النتائج، والتي يمكن الحصول عليها من تحليلات الدم الروتينية، تعد واعدة للغاية، لأن هذا الارتباط بين حجم الصفائح الدموية وشدة المرض يمكن أن يكون مؤشرا على وضع المريض، حيث تساعد معرفة ما سوف تؤول إليه حالة المرضى في التصدي للمضاعفات قبل بلوغها مبلغا يصعب التعامل معه.

مناعة الإصابة واللقاح

تبين أن الإصابة بفيروس (كورونا) وتلقي اللقاح يوفران مناعة مشابهة؛ فقد توصلت دراسة جديدة إلى أن معدل تكرار الإصابة بفيروس كورونا بشكل منخفض بعد نوبة واحدة من العدوى، كما أنها تكون نادرة بعد التطعيم بلقاح من نوع الحمض النووي الريبي المرسال.

وقارنت الدراسة الحالية بين المناعة التي يوفرها اللقاح والتي تحدث بصورة طبيعية عقب الإصابة بالفيروس، والتي تقلل معدل الإصابة بالمرض مرة أخرى. تم الجمع بين الاختبارات اليومية التي تتم بفحص المشاركين بواسطة «تفاعل سلسلة البوليميراز المتسلسل العكسي»، وقاعدة البيانات الآلية التي جرى تنفيذها، في 8 ماي 2020. تبين من النتائج أن التعرض للعدوى في وقت سابق وتلقي لقاح الحمض النووي الريبي المرسال يمنحان درجة عالية من المناعة ضد الإصابة مرة أخرى أو العدوى القوية. علاوة على ذلك تم اكتشاف خلايا الذاكرة B، التي توفر مناعة قوية بوساطة الأجسام المضادة على المدى الطويل، حتى ستة أشهر بعد الإصابة.

المصدر (الخليج)
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق