الملك دعا بالحاح مرارا و تكرارا الى تقريب الادارة و تبسيط الاجراءات . و الحكومة طبلت و زمرت لمشاريع الرقمنة و قالت بأن بطاقة التعريف الوطنية وحدها تغني عن كل الشواهد الأخرى فماذا وقع ؟ وقع العكس تماما الكثير من الادارات زادت من تعقيد اجراءاتها .. ونعطيكم مثالا واحدا بسيطا عن الاتجاه الذي يسير فيه الاصلاح .
في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مثلا كنت من قبل تذهب الى شباك الشواهد و تطلب من الموظف شهادة التقاعد مثلا :
تذكر له اسمك فقط و يرقنه على الحاسوب الذي أمامه فتبرز الصفحة الخاصة بك ثم يرقن مرة ثانية فتطبع الشهادة و تسلم اليك ، كل هذا خلال دقيقتن. الآن تغيرت العملية و أصبحت كما يلي :
تدخل الى البهو و تجتاز الحاجز الأول و تستجوب من البواب بعد ذلك تطلب من شباك الاستقبال رقما يحدد دورك ثم تجلس فغي قاعة الانتظار مع الجموع ان وجدت مقعدا فارغا وتنتظر ان يطلع رقم دورك على شاشات نداء، كلا هذا بعد أن تكون قد ذهبت الى شباك آخر وملءت استمارة طلب شهادة التقاعد و أحضرت صورة لبطاقة التعريف و أخرى لبطاقة الاشتراك في الضمان الاجتماعي وعندما يأتي الفرج وبعد انتظار طويل تسلم الوثائق و الطلب الى موظف في الشباك الثالث الذي يطلب منك العودة غدا .
وفي اليوم الموالي تأتي و تأخد الصف ورقم الدور و تجلس بين الحشود لتتسلم الشهادة التي يمكن في معظم بلدان العالم بما فيها الافريقية أن تأخد مباشرة من الموقع الالكتروني للصندوق فالأمر لايحتاج للضغط على زر في الحاسوب.
ومن المضحك المبكي ايضا انه يطلب من المشتركين برسائل دورية ، الادلاء يشهادة الحياة الموثقة في الملحقة الادارية .فحتى عندما تقف بلحمك و شحمك أمام الموظف و تدلي له ببطاقة التعريف الوطنية فانه لا يصدق بأنك حي .
أبهذه الطريقة تنفذ الاصلاحات الادارية يا صندوقنا خاصة و أنت تتعامل مع مواطنين كلهم مرضى و مسنون
