الدارالبيضاء تتخلص من الأضراس المسوسة

العامل رفع سيف الحجاج على انتهازيي الصفيح الاستثمارات بدأت تتهافت على المنطقة لإقامة الكرنيش الجديد

21 فبراير 2019آخر تحديث :
(آش 24)
(آش 24)
الدارالبيضاء تتخلص من الأضراس المسوسة

    من السهل عليك أن تخطط و تبني مدينة كاملة  كسلا الجديدة أو تامنصورت أوحتي تامسنا ،ولا تستطيع أن تقتلع كوخا حقيرا في واحد من أحياء الصفيح السرطانية التي شوهت العاصمة الاقتصادية لأكثر من نصف قرن وفشلت معها كل الحلول. الجميع بات يعرف بأن الصفيح لا علاقة له بأزمة السكنى أو الفقر وأنه في الواقع أداة لابتزاز الدولة فكثير من أصحاب الأكواخ هم في الحقيقة مالكون لشقق و منازل بل و حتى عمارات و كثير منهم سبق واستفادوا من تجزءات و شقق، القضية تجاوزت الاساءة إلى مظهر و جمالية المدينة حيث أضحت بؤر الصفيح عراقيل حقيقية في وجه التنمية و الاستثمار .

( آش 24)

    عمالة عين السبع الحي المحمدي نموذج مثالي للمعركة القائمة ضد مشكلة الصفيح المصطنعة ، فهي ابتليت بأكبر نسبة من مدن الصفيح على الصعيد الوطني لاسباب كثيرة منها : قربها من البوادي المصدرة للهجرة و احتضانها للمناطق الصناعية الاولى و توفرها على وعاء عقاري مهم خاصة اراضي الملك الغابوي و البحري المحادي لشاطىء البحر و أيضا الاراضي المتخلفة عن مقالع الحجارة التي بنيت منها الدارالبيضاء، ورغم كل الجهود الجبارة التي بدلت لتخليص العمالة من بؤر صفيحها فإنها ظلت قائمة تقاوم الحداثة و التغيير و التطور بسبب أعداء التجديد و جماعات الانتهاز السياسي من جمعيات و منظمات و حتى أحزاب ودأبت على تملق الجماهير و مناصرة كل تظاهرة ظالمة أو مظلومة ، على صواب أو خطأ.

    هذا الوضع ظل يعرقل مشاريع التنمية و الاصلاح الكبرى في الدارالبيضاء و من أهمها المشروع المهيكل العمراني السياحي : الكورنيش الكبير الذي يمتد من وسط الدارالبيضاء إلى عين السبع ثم زناتة و الذي من شأنه أن يغير وجه الدارالبيضاء و يكون عاملا رئيسيا لإنطلاق سلاسل واسعة من الاستثمارات السياحية و الترفيهية و العمرانية التي تحدث آلاف مناصب الشغل و تخلق عامل جذب سياحي هائل ، و اليوم وبعد أن استعصت عن المسؤولين طويلا يبدو أن بؤر الصفيح التى أينعت طويلا قد حان قطافها و قد سجلنا هذه الأيام تساقطها الواحدة تلوى الأخرى على يد حجاج أرسلته العناية الإلهية ليجتثها من جذورها ويكفي البيضاء شرها .

( آش24)

    عامل عين السبع الحي المحمدي حسن بنخيي جعل حل هذه المشكلة همه الأول وأفلح في مسح عدة أحياء صفيحية من الوجود وكلها من أقدم أحياء القصدير و أعمقها جذورا و أقواها مقاومة فتحية للحجاج الذي جرد سيف الجد و أزاح هذه العرقلة ، سكان العمالة كلهم مرتاحون لهذا الإنجاز الكبير الذي بدأت تباشير نتائجه تظهر من خلال الاهتمام الكبير الذي بدأ يسجل من طرف المستثمرين الذين تهافتوا على المنطقة و في أيديهم مشاريع معمارية و سياحية و تجارية مهمة ستخلق حركية تنموية جديدة، فشكرا على هذا الإنجاز الذي لابد أن يلهم كل المناطق التي مازالت تعاني من آفة الصفيح و حماته الانتهازيون أعداء التقدم .

   إنه يمكن حقا القول أن الدارالبيضاء وجدت الطبيب الذي خلصها من الأضراس المسوسة التي كانت توجعها و اقتلعها من الجذور و آن للدارالبيضاء أن تبتسم.

المصدر ( آش24 )
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق