الثورة التنموية بالشرق… وتحقق الحلم بسواعد الكفاءات

20 مارس 2023آخر تحديث :
الثورة التنموية بالشرق… وتحقق الحلم بسواعد الكفاءات
mehdi chaoui
(مهدي الشاوي):

توجه نحو المستقبل بآفاق اقتصادية وتنموية واعدة ذلك الذي تسير على دربه الشرق. فالجهة، وبعد 20 سنة على خطاب جلالة الملك الذي وضع أسس تغيير وجه الحياة بالمنطقة نحو الأفضل، هاهي اليوم تشهد انطلاقة تاريخية تجعل منها قطبا تنمويا مشجعا لاستقطاب الاستثمارات من أجل خلق فرص الشغل، والتي لا محالة سينعكس أثرها على المعيش اليومي للساكنة التي بدأت تنفض عنها غبار الركود التجاري المأزم لوضعها الاجتماعي، بسبب توقف نشاط التهريب الذي كان المدر الأول للدخل لعدد من الأسر قبل إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر، لتتطلع إلى الغد بنظرة ملؤها التفاؤل وبطموحات متعددة.

فكما تابع الجميع عبر “شرقيات”، التي احتضنتها مدينة وجدة نهاية الأسبوع الماضي، تحقق الحلم بهذه المنطقة وخرجت العديد من المشاريع الكبرى إلى الوجود.. وكتبت شهادة ميلاد جديدة للجهة بإحداث وحدات صناعية وإطلاق أوراش عديدة باستثمارات وتمويلات ضخمة، والتي ما هي إلا جزء من برنامج تنموي شامل استعرض في هذه التظاهرة ما أنجز منه وما هو مسطر ضمن أجندته من مشاريع يرتقب أن ترى النور في الأمد القريب.

هكذا إذن مشهد الثورة الاقتصادية المعلنة بالشرق بعدما لم تخلف موعدها مع التغيير بوضع قدما على سكته في التاريخ المحدد لها. وهو ما ليس تجسيده على أرض الواقع إلا نتاج لجهود جبارة بذلت من مسؤولين ورجال دولة، لطالما كانوا على قدر المسؤولية والثقة الموضوعة فيهم لتنزيل المبادرات الملكية، التي تعدا نبراسا مضيئا لتحسين نوعية الحياة وتوفير فرص إضافية للعيش الكريم للمغاربة في مختلف أقاليم المملكة.

فنتائج مهمة كهاته، وخارطة طريق بهكذا تحديات تعددت الأصوات المشككة في القدرة على خوضها، لم تكن لتترجم على الأرض لولا طينة معينة من الكفاءات، التي تحرص على تنفيذ التعليمات الملكية السامية، و تنزيلها بدقة ومسؤولية، كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، أو على مستوى الاستراتيجيات الوطنية القطاعية.

وهذا ما أبان عليه مختلف المتدخلين في هذا الورش التنموي الكبير، وعلى رأسهم الإدارة الترابية في شخص عدد من مسؤوليها، والذين يتقدمهم والي الجهة معاذ الجامعي.

فمنذ تكليفه بهذه المهمة، عمل الجامعي على الدفع بوتيرة سير الأشغال في الأوراش الملكية بوتيرة أعلى، مع طرقه المزيد من الأبواب بحثا عن جذب استثمارات جديدة تبعد شبح البطالة عن الشرق.. وذلك تمهيدا لانطلاقة اقتصادية جديدة في المنطقة تخفف عنها الآثار الثقيلة لأزمة (كوفيد ـ19)، والتي تعمقت نتيجة تداعيات توالي سنوات الجفاف.

وتماشيا مع الرؤية الملكية الهادفة لتحقيق إقلاع اقتصادي بالمنطقة، ابتكر العديد من الحلول الذكية، والتي راهن فيها على الرأسمال اللامادي، وهي بصمة تميز استراتيجيات معاذ الجامعي، الذي يركز بالأساس في مبادراته على الفئات الاقل دخلا.

ديفقد أعد دفتر تحملات خاصا بتشجيع الاستثمار يتضمن مجموعة من التحفيزات، من قبيل تقديم الدعم المالي، ومرافقة حاملي المشاريع الاستثمارية، ودعم اقتناء العقار، ومنح التشغيل، شريطة احترام ضوابط إجرائية سطرت في هذا الباب.

كما عبد الطريق أمام إطلاق العديد من مشاريع بديلة أعادت الحركية الاقتصادية بالشرق بنفس جديد، والتي جمعت بين رجوع عجلة الرواج للدوران بعيدا عن معضلة التهريب التي كانت لها عواقب وخيمة امتد تأثيرها على الجانب الاجتماعي لساكنة الجهة، التي كانت تشكو من التسبب في مظاهر سلبية عددها، أبرزها ارتفاع معدلات الهدر المدرسي، نتجية تعاطي من هم في سن التمدرس إلى هذا النشاط بحثا عن “المصيريف”.

إنها وصفة تضعنا أمام صورة أخرى من مشاهد حنكة هذا الوالي في التدبير، والتي حتما لن يغفل التاريخ توثيقها في سجل أغني بمواقف وتضحيات ومجهودات استثنائية لرجال دولة، ينذرون أنفسهم لغد أفضل للمواطن وبحاضر لا تراجع فيه عن السير قدما في طريق تحريك قاطرة التنمية بالسرعة المطلوبة مهما كانت الظروف وتعددت التحديات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق